كان يوجد في العالم الإسلامي - خارج تركيا - أي طبقة محترمة من المجتمع، تتمتع نساؤها بما يشبه المساواة الاجتماعية التي ينشدها المجددون - إلا الطبقات المتوسطة المتفرنجة في مصر! حقاً إن تعليم البنات في كثير من الأقطار الإسلامية يخطو خطوات واسعة، وأنه يوجد اتجاه عام نحو التحرر الاجتماعي للنساء، ولكن حتى في مصر، لا يزال مجال الفرص الاقتصادية محدودا. ولا يزال النقاب محتفظا به قال مستر سميث. بل إن عدداً كبيرا من المثقفين، والمسلمين الأحرار والأثرياء الهنود، ينظرون إلى البرقع بعين الإجلال والإكبار، ويجعلون نساءهم وبناتهم يحتفظن به. وعلى ذلك فالتراجع من تعدد الزوجات إلى الحجاب يقف في مرحلته الأخيرة؛ عندما يصل إلى انفصال الجنسين
ولم يكن إقبال شاذا في هذه القاعدة العامة.
(وقد عارض هؤلاء الذين يعتقدون أن النساء قد يشاركن في العالم المغامر الجديد. وقد تصور الأوربيات بلا قلوب، يكرهن الأمومة والحب والحياة! أراد أن تظل النساء (طاهرات) في حماية وأمن، ولم يرد لهن نشاطاً ولا حرية. . يجب أن تظل المرأة كما كانت في صدر الإسلام محتجبة في عزلة، مطيعة للرجال. . . يجب أن تبقى وسيلة إلى غاية. ولقد جعل إقبال نساءه يحتفظن بالبردة، وأخرج للعالم رأيه في المرأة المثالية فاطمة الزهراء:
هي ربة الشرف الرفيع، ... خير النساء وفخرهنه
والأمهات كما أرى ... في النبل فاقت جمعهنه
وكأنها بفعالها حص ... لت على سر النار والجنة
وببعلها تبدو لن ... اخير النساء أبرهنه
كانا كفرد إن بدت ... لهما على الأيام محنه
أيما تكون ترنمت ... بكلام ربك مطمئنة
ومع ذلك فإن إقبال وجب عليه أخيراً أن يعترف بخطئه في أمر النساء. وقد ختم قصيدة صغيرة له بقوله.