(دليل الطريق)(خضرراه) التي بين فيها الشاعر الحكيم بلسان الخضر مشاكل السياسة الأوربية وأسرارها، وحذر المسلمين وأهل الشرق من الوقوع في شركها، وأنار لهم فيها الطريق السوي الضامن لسعادتي الدين والدنيا، إلى غيرهما مما جاء في ثناياها من دور الحكم وغررها. وهاك ترجمة بعض أبيات منها. قال - برد الله مضجعه - يكشف النقاب عن وجه الجمهورية الغربية الدميم:
(ما هذه الجمهورية الغربية إلا تلك القيثارة العتيقة التي لا يظهر من أوتارها غير أصوات الهرقلية والكسروية؛ وهذه الملابس الجمهورية المزركشة يمرح فيها شيطان الاستبداد ويختال، وأنت تزعم أن عروس الحرية الجميلة تمس في برديها؛
وهذه مجالس التشريع والإصلاح ولجان الحقوق كلها أدوية حلوة المذاق، اخترعها الطب الإفرنجي للتنويم والتخدير) وسقى الله تلك القريحة المبدعة التي أرادت أن تصور حال العالم الإسلامي بعد الحرب العظمى فأحسنت وأبدعت:
(قد ذهب أبناء التثليث بتراث إبراهيم وأصبحت تربة الحجاز أساسا لتبيان الكنائس الأوربية؛
(وأضحت دماء المسلمين رخيصة كماء النهر الجاري؛ وما بكاؤك لهذه الحال المؤلمة إلا لأنك لا تعرف حكمة الله في عباده)
وفي الختام يصف دواء ناجعا لجميع أدواء الأمة:
(لا يمكن تخليص الشرق من براثن الاستعمار ونجاته منم سلطته إلا إذا اتحد المسلمون، واجتمعت كلمتهم، ولكن أهل آسيا لا يزالون يجهلون هذه الحكمة البالغة. وحذار أن، تبقى متلهياً بالنظريات السياسية الباطلة، وادخل في حمى الدين من جديد، فإن المملكة إنما هي ثمرة من ثمرات الدفاع عن الحرم.
فليتحد المسلمون وليكونوا كتلة واحدة متضامنة للذود عن بيت الله الحرام من شاطئ النيل إلى أرض كاشغر.
والذي يفرق في ذلك بين اللون والدم، سوف ينعدم وجوده من وجه الأرض.
سواء في ذلك التركي الأبي والعربي النبيل.
وإن آثرت أيها المسلم عنصرك وسلامتك على دينك، فلن يبقى لك عين في هذه الدنيا ولا