- إذن. . . هل أنا المسئولة عما حدث؟
فقال في تهكم - كلا. . . إنه صبي الجزار!
ثم انفجر ضاحكاً. كم كان جوابه مضحكاً! وسرعان ما تلاشى ضحكه عندما قالت - ماذا يهمك إذا كنت أتعذب؟
فأجاب - ليس هناك ما يجعلني أهتم. . . فتنهدت وتمتمت قائلة - إني أعرف ذلك. . .
وران عليها الصمت. هدوء مستمر. كان قد نسى تماماً أنهما لا يزالان على الدرج، وانه يشعر بالجوع وأنها لم تستعد بعد. . . نعم، لقد استسلمت نفسه مرة أخرى إلى سحر المشاجرة وسقط في الشرك طواعية. وأنشأ يتحدث ويشرح لها كم هو تعس، ويصف لها لواعج قلبه. وود لو استطاع أن يقنعها.
- ألا ترين؟. . . إنها لغباوة أن يحدث ما حدث. . . وكم هو مضيعة للوقت! ألا تكفي مشاكل الحياة المعقدة؟. . إذن. . لماذا؟ لماذا؟. . . خبريني؟
ووضع يده على كتفيها وجذبها إليه قائلاً - هل انتهينا من الشجار؟
فوضعت خدها على خده وأخذت تبكي.
- كفى. . . كفى لا تبكي. لقد انتهى النزاع.
إن هذا الهدوء والحنان، وذلك الحديث عن الحب، هو كل ما توده منه. لقد نسيت تماماً كل شيء عداها. وقالت - هنري. . . فربت على خدها قائلاً - هيا نصعد. . . لماذا نظل واقفين هنا؟
فتبعته وهي تقول - أليس من الأفضل أن نستحضر الطفلة؟
- دعيها. . . من الأفضل تركها حيث هي الآن.
كانت الشقة على حالها منذ الصباح دون نظام أو ترتيب، ولم تزل النوافذ مغلقة، وروائخح الليل تفوح في الشقة المظلمة. وخلع قبعته وظل ممسكاً بها لحظة، وتملكته الحيرة. . . أين يضعها؟ وأخيراً ألقى بها والمظلة على مقعد. ثم وهو يراقبها تتوسط الغرفة وقد تدلى ذراعاها (حسن. . . حسن. . . ماذا؟).
وعبست عبوسة صبيانها، كأنها على وشك البكاء مرة أخرى. ومرت بيدها على جبينها.
- لقد أصابك الصداع!