كان الحديث عن هؤلاء (القصاصين) الذين يوالون الإنتاج بسرعة عجيبة، حتى ملؤا الصحف وأخرجوا العديد من مجموعات القصص والأقاصيص. سأل أحد الجلساء: كيف يتسنى لكاتب أن ينشئ في أسبوع واحدة عدة قصص، عاش في أجوائها وهضم فكراتها واستوت له عقدها و. . . فقطعت عليه الإجابات سبيل استرساله، قال الأول: رويدك! رويدك! أي أجواء وأية عقد؟ إنها حكايات و (حواديت) يجتذبون القراء إليها بسرد وقائع الشباب الفائر وعرض الأنوثة الصارخة!
وقال الثاني: بارك الله في قصص الغرب. فما على الواحد منهم إلا أن يجرد القصة من القبعة ثم يضع عليها الطربوش أو العمامة ومع ذلك تبدو عليها ملامح السحنة الغربية.
وقال الثالث: ولكن هناك كثيراً من هذه القصص تكتب غربية بحوادثها وأشخاصها وأماكنها وليس على القصة إلا أسم أخينا المصري، وما أحسبه يدعى تأليفها، فمن ترجمها أو اقتبسها أو لخصها؟ الواقع أن هذا النوع من. . . التأليف. . . أو من الترجمة أو مما لا أدري أسمه - قد حيرني!
وأمسك الجميع حين رأوا ذلك الأديب الكبير الذي يتصدر المجلس - متهلل الوجه تدل هيئته على أن عنده شيئاً طريفاً في الموضوع، قال:
تلقيت من فلان المجموعة القصصية التي أصدرها أخيراً، وقد أرفقها برسالة يرجو فيها (عدم المؤاخذة) لما في الكتاب من أخطاء نحوية ولغوية سببها أنه طبع في بلد بعيد فلم يستطيع مباشرة التصحيح. . . فعجبت لهذه المطبعة التي تعصي الفيروز ابادي وتخالف أوامر سيبويه! ولكن عجبي ذهب عندما رأيت قوله (لعلكم تتفضلون بتشجيع الخطوات التي يخطوها (الناشئين) وتذليل ما (يجدوا) من صعوبات).
ثم ظهرت على فم أديبنا الكبير ابتسامة ساخرة وقال: وقد هان على الخطب لأنني اطمأننت على الطباعة!
الجامعة والمعاهد العالية:
جاء في الجزء الخاص بالتعليم من خطاب العرش ما يلي:
(وتعتزم حكومتي إنشاء مجلس موحد لمعاهد التعليم العالي، يكفل القيام على شؤونها