للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وليست عشيات الحمى برواجع ... إليك ولكن خل عينيك تدمعا

وقول ابن الرومي يرثي ابنه.

بكاؤكما يشفي إن كان لا يجدي ... فجودا فقد أودى نظيركما عندي

ألا قاتل الله المنايا ورميها ... من القوم حبات القلوب على عمد

توخى حمام الموت أوسط صببني ... فلله كيف اختار واسطة العقد

على حين شمت الخير من لمحاته ... وآنست من أفعاله آية الرشد

طواه الردى عني فأضحى مزاره ... بعيداً على قرب، قريباً على بعد

لقد أنجزت فيه المنايا وعيدها ... وأخلفت الآمال ما كان من رعد

لقد قل ما بين المهد واللحد لبثه ... فلم ينس عهد المهد إذ ضم في اللحد

محمد، ما شيء توهم سلوة ... لقلبي إلا زاد قلبي من الوجد

أرى أخويك الباقيين كليهما ... يكونان للأحزان أورى من الزند

إذا لعبا في ملعب لك لذَّعا ... فؤادي بمثل النار عن غير ما قصد

فما فيهما لي سلوة بل حرارة ... يهيجانها دوني وأشقى بها وحدي

وحيناً يمدنا بمعلومات عن الحياة، ونظم الكون والمجتمع على شريطة أن يكون ذلك ممتزجاً بشعور الأديب، وناشئاً عن تجربة شخصية له، كما ترى ذلك في ألوان الأدب الاجتماعي والسياسي وفي شعر الحكمة كقول زهير:

ومن لم يصانع في أمور كثيرة ... يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم

ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله ... على قومه يسقفن عنه ويذمم

ومن يجعل المعروف في غير أهله ... يعد حمده ذماً عليه ويندم

ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه ... يهدم، ومن لا يكرم نفسه لا يكرم

ومن يغترب يحسب عدواً صديقه ... ومن لا يكرم نفسه لا يكرم

ومهما تكن عند امرئ من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم

لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ... فلم يبق إلا صورة اللحم والدم

وقول المتنبي:

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

<<  <  ج:
ص:  >  >>