للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأخرى. وقد كان عليه أن يعرفنا بقيمة الكتاب لعله يلفت نظرنا إلى ما لم نلتفت إليه.

فإذا عرفت أنه كتب مقدمة طويلة في خمس عشرة صفحة لم تتسع لذلك التمست له العذر، لأنه يحرص على أن لا تطول المقدمة. ونحن على عكسه كنا نريد أن تتسع المقدمة لذلك وأن تتسع أيضا لكثير من الشرح المودع في الهوامش إيداعا شبيها بالتستر والاستخفاء.

وكل ما مضى ملاحظات عن المقدمة وما كنا ننتظره منها. وهي بعد ذلك مقدمة ممتازة حقا واضحة وضوحا تاما في أسلوب رصين معتنى به. نفهمها بمجرد قراءتها وتستوعب ما يريد صاحبها أن يقول في رفق ولذة، فنحمد له ذلك وتنشط نفسك له.

وإذا كان الأستاذ حريصا على الأسلوب هذا الحرص فإني أرى أن يتجنب المضافات إليها قبل ذكر المضاف؛ فإن للصحفيين أن يستطيبوا ذلك التركيب الخاطئ، أما مثله فلا يقع في مثله. فإن تكرار المضاف إليه مستثقل في العادة وهو لا يجوز في النحو إلا في عطف مل يكثر اصطحابهما مما يرجع إلى صنف واحد، فنقول يد ورجل زيد؛ ولكن لا نقول دار وغلام زيد. ومثل هذا التركيب قد يرد في الشعر للضرورة، ولا يباح في النثر وقد ركب الأستاذ هذا التركيب ثلاث مرات اجتمعت في صفحة واحدة هي صفحة س.

ولنقفز بعد ذلك إلى آخر الكتاب. نجد فيه ملحقات كثيرة منها ما قدمه الناشر على أنه استكمال لنص الكتاب ويدل من الجزء الفاقد، ومنها جداول وضعها الناشر نفسه، وهذه الملحقات كما ترى مختلفة في طبيعتها، بعضها للمؤلف وبعضها للناشر. ولهذا كان من الواجب أن تختلف التسمية باختلاف الملحقات، كأن تسمى ما ينسب منها للمقريزي ذيلا أو صلة وهي تسمية مألوفة معروفة عند القدماء، وكأن تسمى ما ينسب للناشر ملحقا. وشيء آخر، هو أن الناشر جعل كل جدول ملحقا فتكاثرت الملحقات تكاثرا يكاد القارئ يضل في ثناياه. وشيء ثالث، وهو أن أحد هذه الجداول وضع لشرح قسم خاص من الكتاب فإذا طابقت بينهما وجدت الناشر أقام جدوله على رواية واحدة وأهمل سائر الروايات.

ومن قلة الإنصاف للناشر مع هذا أن تجرح هذهالملحقات شيء من النقد. لأن الناشر وفق في جمعها ونصب في البحث عنها وصور بها الجزء الفاقد خير تصوير. ولكنه مجرد تصوير للجزء الفاقد لم يقصد به الحصر. ففي كتب المقريزي عن الفاطميين شيء كثير لم يوضع ضمن الملحقات. غير أن الدكتور الشيال إنما اقتصر على كتاب خاص من كتب

<<  <  ج:
ص:  >  >>