للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الضامر أصباغ دامية. ونظرت الفتاة فلما رأت أنه هو أدخلته، وهي تبادله تحيات غير طيبات، وتتحفه متلطفة ببعض السباب. ونظرت إلى الطفلة، وضحكت ضحكة صارخة، فغمز لها الرجل بعينه أن تسكت. قالت الطفلة (أين نحن؟!) قال لها الرجل (في بيت خالة لك) ثم مشوا إلى حجرة تجلس فيها امرأة بدينة. قال الرجل للطفلة (هذه خالتك) اقعدي هنا، وسأذهب لآتي بأبيك) ونظرت المرأة البدينة من الطفلة إلى الرجل ونه إليها ولم تقل شيئاً. ووقفت الطفلة تنظر حولها في دهشة وريبة، لكن الأمل كان أغلب عليها وهي تنظر إلى الرجل الذاهب ليأتي بأبيها.

وقعدت كما قيل لها. وجاء لها بعشاء حسن فأكلت منه، فلم تلبث أن أحست بخدر، وراحت في نوم عميق.

وعاد الرجل في آخر الليل. . . قالت له المرأة البدينة (ما الذي أتى بك؟!)

- لآخذ أتعابي. . . كلام جميل!. . . ما الذي أتى بي!!

- أي أتعاب؟!. طفلة لا تصلح لشيء!

- طفلة!. . . إنها شجيرة بازغة سوف تثمر جوهرا. . . إنها دجاجة صغيرة ستبيض ذهباً. . . انظري إلى جسمها السوي وقسماتها الحلوة. . . سلام عليها حين تطول وتكتمل، ويعلو نهداها، ويشكو خصرها من ردفها!. . ستكون النظرة إليها عندئذ بكذا. وسيهوي إلى بيتك ألوف الرجال مسلوبي القلوب مملوئي الجيوب. هيا انقديني مائة جنيه، ولا أقول ألفاً مما ستأتيك به من ألوف.

- مائة!! مائة من الجن يركبونك!! مائة!!

وجرى على هذا النحو الحوار، والسلعة المسكينة راقدة في خدرها العميق.

من لأبيها وأمها في ذلك الوقت بجرعة من مخدر!. . . عندما عاد الرجل المسكين إلى المرأة المسكينة بغير البنت دقت صدرها، ووقفا ينعتان الليلة السوداء. وأرشدهما الناس إلى إبلاغ البوليس ففعلا، ثم عاد إلى قريتهما بقلبين ينفطران.

وعبثاً سألوا، وعبثا نادوا. إن ابنتهم زالت من الوجود المعروف. لقفها الشيطان وغاص بها في عالم الظلمات.

كان أسوأ الفروض عندهم أنها لقيت حتفها على صورة ما. وكان يهدهدهم أمل في أنها عند

<<  <  ج:
ص:  >  >>