وهذا مؤرخ آخر هو أبو نعيم الأصبهاني المتوفى سنة ٤٣٠هـ يذكر يونس بن حبيب الماصري في كتابه أخبار أصبهان على أنه منسوب إلى جده الأعلى قيس الماصر، وترجمته ترجمة قريبة جداً من ترجمة أبي الشيخ.
هذا رأي مؤرخين جليلين ممن سبقوا السمعاني، وإلى القارئ بعد ذلك رأي مؤرخينآخرين ممن أتوا بعد السمعاني.
فهذا ابن الأثير يقول في كتابه (اللباب في تهذيب الأنساب): الماصري بفتح الميم وسكون الألف وكسر الصاد وفي آخرها راء، هذه النسبة إلى الماصر، والمشهور بهذه النسبة يونس بن حبيب الخ.
وهذا السيوطي يقول في كتابه (لب اللباب في تحرير الألقاب): للناصري بكسر المهملة وراء. إلى قيس الماصر الخ.
هذا، ومن المعروف أن نص كتاب الألباب للسمعاني الذي نشره مرجليوت مشحون بالأخطاء.
وقد ورد في النص الذي نقله الأستاذ ميخائيل عواد عن الألباب في ص٩ بعض الأخطاء في نص الأصل، فلم ينتبه لها الأستاذ، ومر عليها مر الكرام، وتنبه لبعضها وحاول تصحيحها، فزادها فساداً! وتوهم الخطأ في بعض جمل الأصل مع أنها صحيحة فحرفها وأفسد معناها. فمن النوع الأول: في ص٩ س١٤: العجلى المصري. وهو خطأ وصوابه: العجلى الماصري.
وفي ص٩ س٢٠: أمام الحجاج مع الفراء. وهو خطأ في الأصل صوابه: أيام الحجاج مع القراء.
ومن النوع الثاني ما صنعه في نص صاحب الأنساب في ص٩ س١٨ الذي يقول فيه: وكان - الحديث عن قيس الماصر جد يونس بن حبيب - أول من مصر الفرات ودجلة. حيث قال: كذا. والصواب: مأصر الفرات ودجلة، وصنع هذا الصنيع نفسه في نص كتاب لب اللباب للسيوطي الذي نقله في ص١٠ س٤، ٥
ونص الأصل هنا صحيح لا غبار عليه، وقد ورد كذلك في طبقات المحدثين بأصبهان لأبي