للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيخ، وفي كتاب أخبار أصبهان لأبي اللباب في تحرير الأنساب للسيوطي؛ ومعناه صحيح أيضاً لأن كتب اللغة - كما تقدمت - تذكر المصر، والماصر بمعنى الحاجز، فمعنى مصر الفرات ودجلة خطأ، فأصلحه وجعله: مأصر الفرات ودجلة. فاخترع من عندياته فعلاً لم تذكره كتب اللغة، وليس له معنى صحيح، وأفسد نص الأصل مع أنه صحيح! ومن النوع الثالث ما في ص٩ س١٨، ١٩، فقد ورد في نص الأصل ما يلي: فهي قليس الماصر. وهي جملة مضطربة يظهر عليها التحريف، فأصلحها الأستاذ ميخائيل إلى: فهي قلس المأصر. ولكن هذا الإصلاح زاد النص تحريفاً جديداً فوق تحريفه. والحديث هنا عن قيس الماصر. وصحة العبارة هي هكذا: وكان أول من مصر الفرات ودجلة، فهو قيس الماصر. فقد ورد في طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ هكذا: وكان أول من مصر الفرات ودجلة، فسمى قيس الماصر، وكذلك وردت هذه الجملة في اللباب في تهذيب الألباب) لأبن الأثير.

وهذا تحريف آخر وقع من المؤلف حرف فيه نص الأصل الصحيح الذي لا يجوز غيره. فقد جاء في نص السمعاني في ترجمة يونس بن حبيب: وهو ابن بنت حبيب بن الزبير الخ. وكذلك هو في طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ، وأخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني، ولكنه تحرف في وكتاب المآصر في بلاد الروم والإسلام ج٩ ص١٥ إلى: وهو ابن أخت حبيب بن الزبير ولم يدركه المؤلف.

ويظهر أن الأستاذ ميخائيل عواد أصبح قوي الإيمان باتحاد معنى المآصر والمواصر، فمع أنه ينقل في ص٢٠ عن كتاب (رسوم دار الخلافة) لهلال الصابي نصاً صريحاً بأن القلوس غير المآصر ذات السلاسل الحديد، والأبراج المنيمة الخ. وهذا صريح في أن الأبراج المنيمة والسلاسل الحديد غير المآصر أقول: مع هذا وذاك، إن الأستاذ ميخائيل عواد يسير في سائر الكتاب على اعتقاد الاتحاد في المعنى بين المآصر والمواصر.

هذا الغلط في الخلط بين المأصر بالهمزة والماصر بالألف عيب كتاب (المآصر في بلاد الروم والإسلام) البارز الذي يكاد يذهب بكل محاسنه. فإن القارئ لا يستطيع - وهو يقرأ أحد فصول الكتاب - أن يجزم: هل الحديث الذي يقرأه حديث عن المآصر حقاً، أم هو حديث عن المواصر. وإنما جعله الأستاذ المؤلف حديثاً عن المآصر لاعتقاده بأن المآصر

<<  <  ج:
ص:  >  >>