هي المواصر؟. وهذا الشك يرد على كل ما أورده الأستاذ في كتاب (المآصر في بلاد الروم والإسلام). ويبدو أن أكثره حديث عن المواصر، وإنما جعله الأستاذ حديثاً عن المآصر. وإن الأستاذ ميخائيل عواد ليحسن صنعاً لو أعاد النظر في كتابه هذا، وأفرد المآصر في بحث خاص، والمواصر في بحث آخر حتى يكون عمله ذا قيمة علمية ويؤتي ثمراته الجنية.
هذه نظرة عامة في كتاب (المآصر في بلاد الروم والإسلام) أردت بها وجه الحق، والنصح للأستاذ المؤلف. وفي الكتاب بعد ذلك هنات هينات لا يمكن أن يخلو من مثلها كتاب. وأنا عارض بعضها فيما يلي عرضاً سريعاً حتى يتداركها الأستاذ المؤلف عند إعادة النظر في الكتاب:
(١) بحث المآصر في كتب اللغة وما إليها. كان حقه أن يكون بحثاُ قائماً بذاته، لا أن يجعل ضمن الباب الأول المفقود للمآصر النهرية بالعراق.
(٢) أشار المؤلف في التصدير إلى ميناء أطرابلي العجيب، ونقل شيئاً مما قاله ابن حوقل واليعقوبي عن هذا الميناء، ولكنه لم يعرض له في صلب الكتاب.
(٣) وردت كلمة (الموانئ) في ص٥، ٦، ٣٩ مرسومة هكذا:(الموانئ) وهو خطأ في الرسم.
(٤) يقول المؤلف في ص٩: إن الجواليقي نبه إلى خطأ شائع في لفظ المآصر - يقصد المأصر - وقع فيه أكثر اللغويين الذين تطرقوا إلى ذكرها، فقال:(. . وهو المأصر بكسر الصاد، وفتحها خطأ الخ) والظاهر أنه نسى أنه نقل مثل هذا التنبيه على خطأ فتح الصاد على الحريري قبل ذلك في ص٧.
(٥) في ص١٢ س١٢: حدثنا شعبة عن ابن اسحق. فقال المؤلف: لعله أبي اسحق. وقد ورد هذا الاسم صحيحاً في ص٧٠، فلو أن المؤلف رجع إلى هذا الاسم هناك لما تردد.
(٦) في ص١٧ نقل النص الآتي: (وقد كان المكاري يبالغ في أذى الناس، وأخذ أموالهم، ويقول: أنا قد فرشت حصيراً في جهنم). فعلق على كلمة (حصيراً) في الحاشية بقوله: (الحصير الحبس: قال الله تعالى (عسى ربكم أن يرحمكم، وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) سورة الإسراء الآية ٧.