واجب الوجود بقوله في هياكل النور (ص٥): (لا يصح أن يكون شيئان هما واجباً الوجود لأنهما لو اشتركا في جوب الوجود فلا بد من فارق بينهما، فيتوقف وجود أحدهما أو كليهما على الفارق، ولا يمكن أن يكون شيئان لا فارق بينهما فانهما يكونان واحداً) ويقول (ص١٢): (ويجب على المستبصر أن يعتقد صحة النبوات)؛ ويرى أرواحنا نوراً حادثاً خلقه الله إذ يقول (ص٦ من هياكل النور): (ونفوسنا الناطقة أنوار حادثة ولها مرجح ولا توحدها الأجسام، إذ لا يوجد الشيء وما هو اشرف منه، فمرجحه أيضاً نور مجرد، فأن كان واجب الوجود فهو المراد، وإن أمكن فينتهي إلى واجب الوجود الحي القيوم. وكان يدعو واجب الوجود نور الأنوار، ولست أرى في ذلك اكثر مما أجده في قوله تعالى: (الله نور السماوات والأرض).
أما مذهبه في التصوف فمذهب الإشراقيين الذين يرون المعرفة إنما تنال بإشراق منه تعالى على قلوب مريديه، وله في ذلك كتاب حكمة الإشراق، ويحدثنا عن ذلك بقوله في الهيكل الثامن:(النفوس الناطقة من جوهر الملكوت، وإنما يشغلها عن عالمها هذه القوى البدنية ومشاغلها، فإذا قويت النفس بالفضائل الروحانية، وضعف سلطان القوي بتقليل الطعام والشراب، وتكثير السهر، تخلص النفس أحياناً إلى عالم القدس، وتتلقى منه المعارف والمغيبات، في نومها ويقظتها، كمرآة تنتقش بمقابلة ذي نقش. . . فيشاهد (المريد) صوراً عجيبة تناجيه، أو يسمع كلمات منظومة، أو يتجلى الأمر الغيبي)؛ ومن اجل ذلك يرى أجسادنا المظلمة لا تستطيع أن تلج ملكوت السماوات الذي تصل إليه الروح التي هي نور من أنواره تعالى، منه مشرقها وإليه مغربها، وهي لذلك تحن إلى مصدرها. وله في ذلك شعر قاله على مثال أبيات ابن سينا العينية بدأه بقوله:
خلعت هياكلها بجرعاء الحمى ... وصبت لمغناها القديم تشوقاً
وله أيضاً شعر على مذهب المتصوفة الذين يشتاقون الوصول إلى الحق، والاتصال بالنور الأسمى، كقوله: