الفلسفة، إذ كان متردداً بين آراء دور كهيم الاجتماعية وفلسفة برجسون الروحية. إلا أنه لم يعمل على إعادة الوفاق بين الاتجاهين؟ لأن هذا كان عملاً شاقاً.
لقد كان لتعاليم زيا جوك ألب تأثير عميق على تلاميذه وأصدقائه أعضاء جمعية الاتحاد والترقي الصغرى. وفي رأيه أن قانون الأسرة الذي وضعه من قبل فقهاء المسلمين لا يجوز أجراء تعديل فيه. وكان لسان هذه الحركة: مجلة جمعية الاتحاد التي ظهرت رغم طابع الدولة الديني - التي كان يرأسها الخليفة صاحب السلطتين: الدينية والزمنية.
غير أن أسوأ خطر وقع فيه زيا جوك ألب هو ترجمته كلمة (لا ديني)، الأمر الذي أدى إلى نشر العداوة بين شيوخ المسلمين.
وقد عبر عن الاتجاه الإصلاحي في ذلك الحين مجلة (الصراط المستقيم) التي عرفت بعد باسم (سبيل الرشاد) والتي صبت جام سخطها على زعماء الحركة التحريرية التي قادها زيا جوك. وامتازت هذه الفترة من تاريخ تركيا بتغييرات الحكومة الفجائية وبأعمال المعارضة التي كان من هدفها السياسي تحريك الأتراك المسلمين ضد حكومة الاتحاد والترقي وذلك بتغير محاولة الجمعية في الإصلاح بأنها الحاد في الإسلام.
وبعد عام ١٩١٢ لم تكن هناك فرصة للنشاط الثقافي بسبب حروب طرابلس والبلقان ثم أوربا. وكانت الحكومة التي أسستها قوات الاحتلال قد قضت على كل العواطف الدينية بين الناس حتى تقضي على بوادر الحركة التحريرية والاستقلالية. إذ تطورت هذه الحركة أخيراً، وأصبحت منظمة قوية حالفها النجاح بعد أربع سنوات من اليأس. وليس من شك في أن الأتراك - باهتمامهم بهذا الكفاح - لم يكن لديهم فرصة لمناقشة المسائل الثقافية.
وأنشأت الحكومة التركية الجديدة في أنقرة، وأطاحت بالسلطنة عام ١٩٢٣ وتركت الخليفة في اسطنبول بغير سلطة ولا قوة، ثم ألغت الخلافة بعد ذلك بعامين، مع المحاكم الشرعية وكل المعاهد الدينية في أنحاء البلاد. وصيغ الدستور الجمهوري بالصيغة العلمانية، وذهبت جهود المدافعين عن الإسلام مع الريح أمام تشديد الجمهورية في التصريح بهذا التفكير. وكانت التيارات الغربية جارفة، لدرجة إنه كان يصعب على المرء أن يطلق عليها تفكيراً، بل هي (تقاليد رسمية للإلحاد) وبتفسير لغة الأستاذ جب الخيالية، يقال إن تركيا قد أصبحت مقبرة جميلة. . .!