صراط مستقيم) وكذلك استعمل (الطريق) بالتذكير على لغتهم (فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً. يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم) أما (السبيل) فإنه في قراءات القرآن استعمل على اللغتين: بالتذكير والتأنيث: (هذه سبيلي وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر). وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وأبو بكر عن عاصم:(ولسيتبين سبيل المجرمين) بالتذكير ورفع سبيل.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصين واليزيدي والحسن وحفص عن عاصم (ولتستبين سبيل المجرمين) بالتأنيث ورفع سبيل. أما نافع وأبو جعفر فبتاء الخطاب ونصب سبيل وليس في قراءتهما هذه شاهد لأي لغة منهما. وجاءت الآية (وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا) فقرأ ابن أبي عبلة (لا يتخذوها سبيلا). هذا ولم يرد (السوق) في القرآن إلا مجموعاً على (أسواق) فلا يتضح في مفرده تذكير ولا تأنيث. ولم يرد فيه (البر) بمعنى القمح ولا الشعير ولا البسر ولا الزقاق وورد فيه (الذهب) مما لا يظهر فيه تذكير أو تأنيث (ملء الأرض ذهباً) ومن ذهب. من الذهب) وقد قيل في الآية:(والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله) إن التأنيث فيها على لغة الحجازيين.
٦ - لغة بني بربوع بطن من تميم يكسرون باء المتكلم إذا أدغمت في باء قبلها فشددت يقولون بني ومصرخي. وقد قرأ حمزة والأعمش (بمصرخي) على لغة بني بربوع، وكذلك قرأ يحيى بن وثاب وحمران بن أعين. وقرأ جميع القراء ما عدا حفصاً عن عاصم (يا بني أنها أن تك. .) على لغة بني بربوع بالكسر.
٧ - بلعنبر (بني العنبر) من تميم يقلبون السين صاداً عند أربعة أحرف: (ا) عند الطاء (ب) عند القاف (ج) عند الغين (د) عند الخاء، إذا كن بعد السين ولا يبالي أثانية كانت أم ثالثة أم رابعة. ويقولون في سراط وبسطة وسرقت ومسغبة وسخر (صراط وبصطة وصرقت ومصغبة وصخر) وقد ورد في المعاجم: الصاق لغة في الساق عنبرية. هذا وفي لغة قريش يقولون الصراط في السراط. وقد قرء في السبعة وغيرها: السراط والصراط كما قرء بسطة وبصطة ومسيطر ومصيطر وكباسط وكباصط وبسطت وبصطت. وعلى العموم كل ما ولى السين في طاء قرء بالسين وبالصاد قراءة صحيحة. ولعل قريشاً تشارك في هذا الحرف عند الطاء.