ينتشر ذلك المسموع مع خطئه حتى يصبح لغة قائمة بنفسها. ونحن نجد في كتب اللغة كثيراً من هذا النوع وما نص عليه منها قليل، من ذلك أن الحجازيين يقولون (الصاعقة والصواعق، وفج عميق عثى في الأرض وافسد فيها. ولعمري قد حصل كذا. وجذبت الشيء) ويشاركهم في ذلك كثير من القبائل؛ بينما يقول التميميون الصاقعة والصواقع وبها قرأ الحسن (من الصواقع حذر الموت)(ومن كل فج معيق) وبها قرأ ابن مسعود (وعاث في الأرض فساداً. والقراءات كلها على لغة الحجازيين (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) كما يقول التميميون حبذا الشيء. ورعملي قد حصل كذا.
١٨ - الكلمة لغة تميم فيها على وزن (عبرة) بكسر فسكون وقد قرأ أبو السمال العدوي جميع ما ورد منها في القرآن بلغة تميم. وجمعها عندهم كلم بكسر ففتح. قال رؤية:(لا يسمع الركب بها رجع الكلم) على وزن (عبر) واغلب التميميين يسكنون اللام في جميعها جرياً على عادتهم التي شرحتها من قبل. أما لغة الحجازيين في (الكلمة) فبفتح فكسر وجمعها (كلم) بفتح فكسر. واغلب القراء على لغة الحجازيين فيها. وهناك لغة ثالثة في الكلمة لم تنسب وهي فتح فسكون ففتح على وزن (جملة).
١٩ - (وكأين من نبي قاتل معه كثير) قرء بفتح الراء من (ربيون) فيما رواه قتادة عن ابن عباس وهي لغة تميم، أما غير تميم فلغتهم فيها إما بكسر الراء وهي الأغلب أو ضمها وهي قليلة.
٢٠ - لغة تميم أرجأه يرجئه ولغة قيس وأسد أرجى يرجي فهو مرج بدون همز وقد قرء (ترجئ من تشاء منهن) وأرجئه وأخاه) بالهمز ابن كثير وأبو عمر وابن عامر ويعقوب وأبو بكر. وقرأ الباقون ترجي وأرجه بدون همز.
٢١ - لغة تميم آصدت الباب فهو مؤصد بالهمز ولغة غيرهم أوصدت فهو موصد وقد قرأ أبو عمرو وحمزة وحفص عن عاصم (عليهم نار مؤصدة) بالهمز وقرأ باقي السبعة موصدة بدون همز
٢٢ - (الهدى) وهو ما يهدي في الحج من الذبائح ينطقه الحجازيون على وزن فعل بفتح فسكون أما تميم وسفلى وقيس فينطقونه الهدى على وزن فعيل وقد قرأ مجاهد والزهري وابن هرمز عل لغة تميم (فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى ولا تحلقوا رءوسكم حتى