ألا تقل سنه عن الأربعين فهل هناك امرأة بلغت الأربعين. .؟
الدكتور عمر بن أبي ربيعة
نحن الآن أمام لون جديد من شعر الغزل، فقد كان الشاعر يتغزل في حبيبة لا يعرفها الناس، فأقصى ما يصرح به أنها (ليلى) وإن شئت فقل (زوزو) وكم في النساء من (ليلى) وما أكثر (زوزو)!
وكذلك كانت تصنع من جرؤت على التغزل في الرجال، وإن كانت مرات هذه الجرأة تكاد لا تحصى.
أما الذي جد في هذا الفن من الشعر فقد وقع في هذا الأسبوع، فهذه صفحة من مجلة (العالم العربي) أول ما يطالعك فيها صورتان، كتب تحت أولاهما (أماني فريد الهائمة) والثانية صورة الدكتور إبراهيم ناجي، ولكل منهما قصيدة غزل صريح في الآخر، عنوان إحداهما (إلى الدكتور إبراهيم ناجي) وعنوان الأخرى (إلى الهائمة أماني فريد)
قالت الهائمة للدكتور:
تعال إلى القلب بعد العذاب ... فقد مر عمري وولى سدى
يناديك قلبي هوى واشتياقاً ... فمالك لست تجيب الندى
أبيت على لهفة للقاء ... ولكن أخاف حديث العدا
فكم ليلة يا قرير الجفون ... تركت جفوني بها سهدا
وقبل أن أدع (قرير الجفون) الذي لا يجيب الندا يرد على الهائمة، أقول أن عمرها لم يول سدى بعد. . فهي لا تزال في الريعان. . . وإنها لا تخاف العدا، وهذا ظاهر جداً. . . .
ثم يقول الدكتور ناجي للهائمة به (كما يقول) أماني فريد:
فأنت الوجود وأنت الخلود ... وأنت النداء وأنت الصدى
وكيف بغيرك تحلو الحياة ... وبعذب موردها موردا
وأنت النعيم وأنت العذاب ... وأنت موردها والصدا
ثم يجيب نداءها:
تنادينني! إن قلبي إليك ... غدا هاتفاً، وشعري منشدا
وينفي ما زعمته من أنه قرير الجفون: