النظر ويثير الاهتمام، ولكنه الآن يحتل مكانة في الطليعة من كتاب فرنسا الأحياء، ويكاد مجده الأدبي يغطي على أمجادهم جميعا عن جدارة واستحقاق!
أما شخصيته الأدبية، فتتمثل في تعدد ملكاته ومواهبه. . إنه كاتب تراجم فذ لا يلحق به، وكتابه الذي أخرجه عن (بودلير) يعد في رأي الفن خير كتاب أخرج في موضوعه، منذ أن أحتل أدب التراجم مكانه إلى جانب الفنون الأدبية الأخرى. وله في ميدان النقد الأدبي نظرية جديدة لا أحسب أن أحداً قد سبقه إليها؛ وهي نظرية تنادي بأن الأدب صورة القارئ لا صورة البيئة كما يقول (تين). . . وهو بعد ذلك كاتب مسرحي يغذي المسرح الفرنسي من وقت إلى آخر بإنتاجه الفريد المتميز!
في هذه الأشياء كلها كنت أتحدث مع الدكتور طه حسين، ولقد قال الدكتور فيما قال: إنه يخشى على مجد سارتر الأدبي بسبب ميله إلى السهولة فيما يكتب في هذه الأيام، وإنه لم يرض عن مسرحيته الأخيرة (الأيدي القذرة) يوم أن شاهدها تمثل في أحد المسارح الباريسية.
وأعقب على هذه الفتة فأتساءل: ترى لو نظرنا إلى مجد سارتر الأدبي هذه النظرة بسبب ميله اليوم إلى السهولة فيما يكتب فكيف تكون نظرتنا إلى هؤلاء الذين يكتبون اليوم في مصر، ولا يهمهم ملء الفراغ الروحي الذي تحسه الجماهير بقدر ما يهمهم ملء الفراغ الذي تحسه أعمدة الصحف والمجلات؟!. . . إن أخطر الخطر على الكاتب أن يظن أنه قد بلغ أوج الشهرة وقمة المجد، وألا ضير عليه من الوقوف على السطوح دون التغلغل إلى الأعماق، وهذا هو ما يلقاه المتعطشون إلى المعرفة في هذه الأيام حين يقرءون لبعض كبار الكتاب فلا يخرجون بشيء!
إن المسألة ضرب من الميل إلى السهولة، ولكنها عندنا ضرب من الاستهانة بالقيم والأذواق!
حديث الدكتور طه حسين بك في (بيروت المساء):
في مكان أخر من (الرسالة) تقرأ الكلمة التي بعث بها إليها الدكتور طه حسين بك، والتي نفى فيها ذلك الحديث الذي نسبته إليه جريدة (بيروت المساء) اللبنانية حول الشاعرين: علي محمود طه، وعمر أبو ريشه؛ ويسرني كما يسر الذين ينشدون حقائق الأمور أن يبادر