الدكتور الفاضل بتكذيب ما نشر منسوباً إليه، وأن يكون رأيه في الشاعر المصري منذ أيام هو رأيه فيه منذ سنين، دون أن يغض من قيمة هذا الرأي أخطاء نحوية أو لغوية يقع فيها الشاعر، وما أكثر ما يخطئ الشعراء والكتاب المعاصرون في العربية كما يقول الدكتور طه حسين!
أما حديث الدكتور عن الشاعر علي طه في الجزء الثالث من (حديث الأربعاء)، فقد أطلعت عليه منذ أمد بعيد، وما زلت اذكر كل ناحية من نواحيه في مجال الإشادة بحسنات الشاعر والإشارة إلى سيئاته، ولعل ما كبته الدكتور في (حديث الأربعاء) هو الذي أثار دهشتي عندما أوقعت على حديثه الذي نسبته إليه الصحيفة اللبنانية، لأن الفارق بين رأيه اليوم في الشاعر ورأيه بالأمس فارق بعيد!
وإذا كان أديبنا الكبير قد بادر فذكر في كلمته أن شيئاً مما نسب إليه لم يحدث أن أفضى به إلى (بيروت المساء)، فإنني أبادر بتوجيه الشكر إليه خالصا من الأعماق، وأشكره مرة أخرى على هذه التحية الكريمة التي تفضل فخصني بها في ثنايا كلمته؛ أما دفاعي عن الشاعر علي طه، فهو دفاع عما أعتقد أنه الحق. . . وليثق الدكتور طه أن له في نفسي مكاناً يستحقه رجل له في حساب الشعور أكرم الذكريات. . .
عبقرية محمد الإنسانية:
تحت هذا العنوان كتبت في عدد (الرسالة الهجري) مقالا خالفت فيه الأستاذ العقاد في طبيعة نظرته إلى شخصية محمد الإنسانية؛ وأعتقد أنني أوضحت جوهر الخلاف إيضاحاً لا يحتاج مني إلى أكثر مما أوردت من تفصيل، كما لا يحتاج من غيري إلى تعقيب. . . ولكن الأستاذ محمد محمود عماد يعقب على ما كتبت في عدد (الرسالة) الماضي بكلمة عجيبة تبعد كل البعد عن الأفق الذي أدرت فيه حديثي عن محمد الإنسان!
إن جوهر الخلاف بيني وبين الأستاذ العقاد هو أنه يزن إنسانية محمد بميزان العظمة النفسية، بينما أزنها أنا بميزان اللحظة النادرة من لحظات (الضعف الإنساني). . . فموقف الرسول من عبد الله بن أبي، أو من هبار بن الأسود، هذا الموقف الذي يعز مثيله على الأقران والنظراء، ينظر إليه العقاد من زاوية تنطيق - كما قلت - على الرجل العظيم، لا على الإنسان العظيم، لأن محمداً في أمثال هذه المواقف - كما يرى العقاد - أكبر من أن