للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والمنفعة وتفترض أن المادة ما لم تكن مكونة من عقول وأفكار عقلية فهي أمر مستحيل ووهم مجرد. وينتهي رسل هنا إلى تحليل ألفاظ الفعل (يعرف) في لغات مختلفة ليخلص من ذلك إلى نوعية من المعرفة: معرفة الحقائق والمعرفة المباشرة.

وبذا نكون قد وصلنا إلى القسم الثاني في مشاكل المعرفة وهو أهم أقسام هذا الكتاب؛ والمعرفة فيه نوعان. معرفة أشياء ومعرفة حقائق: أما الأشياء فمنها ما نعرفه مباشرة بإدراك الشيء بلا واسطة من عملية استدلال أو حقائق معلومة؛ كمعطيات حسنا عن المائدة من لون وشكل وصلابة. . وما نعرفه بالوصف للمائدة ذاتها كشيء طبيعي يُسبب معطيات الحس السابقة؛ وصف لحقائق شيء غير معلومة لدينا ماهيته على الإطلاق. فما نعرفه مباشرة من الأشياء الجزئية هو في الدرجة الأولى (معطيات الحس) ولكن لابد من معرفة الحقائق المجردة التي تسمى كليات:

٢ - فهناك الذاكرة مصدر كل معرفة بالماضي.

٣ - وهناك ثانياً التأمل الباطني والشعور الذاتي بالفاعلية الشخصية ثم بفاعلية الآخرين قياساً عليه ـ مما لا يوجد لدى الحيوان؛ أي الشعور بالذات العارفة المدركة في مقابل ادراكاتها الخارجية - مهما كانت الذات متغيرة - شعوراً مباشراً (الفقرة الثالثة ص ٤٦ في غاية الأهمية في تلخيص هذا).

٤ - وأخيراً المعرفة المباشرة للكليات والأفكار العامة. أي التطورات الذهنية للمدرك الكلي.

أما الأشياء الطبيعية فنعرفها بالوصف، ومن الوصف ما هو غامض مثل رجل، وما هو محدود مثل: الرجل ذو القناع الحديدي. أما الغامض فيسقطه رسل ويطلق كلمة الوصف على المحدد من نوعيه عموماً. وحينئذ يطلق الوصف ويراد به المفرد (هذا الشيء الفلاني) وتذكر له وحدة خاصة معينة يتميز بها دون أن يُعرف مباشرة من هو (الرجل ذو القناع أو المرشح الفائز؟). ومن الأوصاف الأعلام والكلمات العامة حين لا نعبر بها صراحة، حتى تختلف بين الأشخاص، ولدى الشخص في أوقات مختلفة (في ص ٤٩: حكم بسمارك على نفسه معرفة مباشرة بالتأمل المذكور قبلا، وحكم صديقه عليه مزاج من معرفة مباشرة لمعطيات الحس في ارتباطها بأوصاف جسمه وعقله التي يعرفها فيه كشيء طبيعي يدرك

<<  <  ج:
ص:  >  >>