بالوصف، ومعرفتنا نحن له وصفية صرف هي شهادة الغير والتصورات الجزئية والأحكام الكلية والتاريخية عليه). لاحظوا أننا هنا نبتعد عن المعرفة المباشرة ونوغل في المعرفة بالوصف على درجات أربع:
١ - فبسمارك الذي عرفه الناس بطرب من معرفة الناس المباشرة لشخص آخر (معرفة مباشرة رقم ٣)
٢ - وبسمارك الذي عرفه الناس من التاريخ فقط لا نزال نعرف من هو.
٣ - والرجل ذو القناع الحديدي لا نعرف من هو، ولكننا نستطيع أن نستخلص من صفته هذه أحكاماً كثيرة.
٤ - والرجل الذي عاش أطول مدة - لا يعرف عنه أكثر مما يتضمن هذا الوصف.
وللكليات تسلسل يشبه تسلسل الجزئيات هذا، والمهم هو مبدأ تحليل القضايا الوصفية:(كل قضية في مقدورنا أن ندركها يجب أن تتكون كليتها من مجموعة مكونات نعرفها مباشرة) أي أن يكون معنى الحدود التي نستخدمها في القضية نعرفها مباشرة (مثال يوليوس قيصر). وللوصف أخيراً أهمية تمكيننا من تجاوز حدود تجربتنا الخاصة ومعرفة الأشياء التي حال ضيق التجربة المباشرة دون إدراكها.
أما الاستقراء فتتخلص مشكلته في إمكان التوسع والتعميم وبالتالي التنبؤ بالأحداث المقبلة، وتوقع أن وجود (أ) يستتبع دائماً وجود (ب) المرتبطة بها في تجربتنا (شروق الشمس غداً، سقوط الأجسام بفعل قانون الجاذبية. . .) فإن وجود شيئين في وقت واحد بصورة مطردة سبب كاف لتوقع وجوداً أحدهما متى وُجد الآخر في مناسبة تالية - أي أن كل علة تحدث نفس المعلول عن العلة مستقبلا يجعل هذا المبدأ موضع شك. أما القوانين الطبيعية (كالحركة والجاذبية) فيطرَّد وقوع الحوادث فيها بلا تخلف، ومهمة العلم أن يكشف عن هذا الاطراد في وقوع الأحداث الطبيعية والتنبؤ بالمستقبل على أساس الماضي، ما دام أن هذا الماضي مستقبل تحقق فعلا. ومبدأ الاستقراء بشطريه اللذين ورد ذكرهما ٥٨ وتعديلهما ص ٥٩ يفسران بوضوح هذه الفكرة. وعليكم أن تفهموا بعد هذا أن مبدأ الاستقراء قد يبرهن عليه بالتجربة الماضية، ولكنه هو الذي يبرر لنا الاستدلالات المقبلة، بمعنى أن ما سبق امتحانه من الأمثلة يصل بنا عن طريق الاستقراء إلى مبدأ عام يتولى هو البرهنة