جديد في الأدب ترى أنه لا يفضي بنا إلى خير، ولو أنا وجدنا وراء هذا (السلوك الأدبي) فناً أصيلا لكان من المحتمل أن نجد مجالا للإغضاء أو العزاء.
والقضية قضية أدب وفن أكثر مسلك اجتماعي؛ فليس لمعترض أن يدفع بالحرية لأدبية التي تخول لكل أديب أن يعبر عن نفسه في صراحة وصدق، فالوقائع في قضيتنا غير مبنية على الصدق في التعبير كما بينت، ولك أن تلمح ما يدل ذلك عليه من عدم الأصالة، أما الصراحة فهي مفتعلة لجذب الأنظار وهذا كله مع غض النظر عن تفاهة المقول وانعدام الجودة فيه.
شاعرة خضرة:
ولعل (حقد الرجل المصري على المرأة التي تبزه) لا يمنع أن نقضي لحظة مع الآنسة (ط. ع) في عالم الخيال. وهذه الآنسة تمثل طرف النقيض الثاني. . وقد استرعى انتباهي ما تنشره (البلاغ) لها من قطع شعرية تصور حياة فتاة غريبة في هذا العصر المتبرج الصاخب، هي فتاة تصور نفسها ونوازعها في شعرها تقول في قطعة بعنوان (الغد).
يقولون في الغد يأتي الهناء ... ترى أين ذاك الغد المنتظر
أيقبل بعد الشقاء النعيم ... كما يقبل الصحو بعد المطر؟
إذا كان هذا نظام القضاء ... أصبحت أسعد من في البشر
ولكنني قد رأيت الزمان ... أصم السريرة أعمى البصر
إلى أن تقول:
فيا رب رد طمأنينتي ... على، وصن هذا الخفر
فإني البريئة في عالم ... كثير الغواية جم الخطر
فهذه فتاة تتشوف غدها حذرة حائرة لم يمنعها الخفر من صدق التعبير عن مشاعرها صانها الله وأدامها الخفر.
وتقص علينا قصة رمزية مبينة بعنوان (عقل وقلب) تتخيل فيها أن القلب يستغيث بها من سطوة العقل ويقول: