وأخرى ترمي كلمة تحاول بها أن تزج نفسها في المناقشة، ولكنها كانت كالسيدة التي تشتغل في التريكو تقول الكلمة وتخاف أن تخطيء في القطبة.
والعجيب أن نابليون تكلم في الخلق. وعنده أن العقل بغير الخلق نكبة الأمم. فهو شعلة يحملها طفل ويجب إطفاؤها بأي ثمن حتى ولو اقتضى ذلك موت حاملها. ولكن كارل ماركس جبهه بقوله: هذا ما فعله تلميذاك هتلر وموسوليني. وما تسميه خلقاً أسميه أنا جشعاً، وما تسميه ظهوراً وصعود نجم ليس إلا تكديس الأرباح المسروقة من جيوب الموجد الحقيقي للثروة.
فيسأله جيتي: من هو موجدها؟ فيجيب كارل ماركس. هو العاقل الصعلوك.
وهكذا يتمادى كارل ماركس في النقاش بجد ويتدخل فولتير وماري ستيورت وجيتي. وإذ يقسم نابليون الدولة إلى ثلاث طبقات: القادة، وهيئة الضباط، والجند، تنبري الملكة ماري ستيورت وتضيف إليها طبقة رابعة وهي طبقة النساء. ولكن نابليون لا يعطهن أهمية اجتماعية خارج المنزل. في كل هذه المناقشات يكون صوت كارل ماركس ملعلعاً.
ثم يأتي وشنطون محور أميركا ويجتهد أن يدخل الرب في الموضوع فيحتدم النقاش بينه وبين فولتير. ثم ينبري نابليون ويزج الباباوية والإمبراطورية في البحث. ويكون جيتي في كل موضوع ممسكاً الميزان لتأييد الاعتدال والعدالة.
وهكذا ينتقل الجدال من الاشتراكية إلى الشيوعية الدين إلى السياسة إلى جميع المذاهب الاجتماعية وأخيراً إلى الحرب. ونابليون يؤيد القوة كعامل للحضارة. وواشنطون يؤيد الإيمان كأساس لها.
ولما أشتد الخلاف استدعى جيتي روح أحد الشيوخ الأحياء وهو يغط في نومه في البرلمان وسأله عن سياسة أميركا الحالية فقال له: إننا نسير غير مرتبطين باتفاقات دائمة مع أي جزء من أجزاء العالم.
ويحتدم النقاش بين وشنطون والسناتور (الشيخ) إلى أن يتطرق إلى عصبة السلام وكانت في رأي وشنطون ثوب تنكر لعصبة الحرب ونصحاً بالابتعاد عنها.
وهنا اشتبك كارل ماركس وفولتير في موضوع عصبة السلام، واقتضى الأمر التعريض بهتلر وموسولوني، ثم بالفاشية.