على قصر الحب والسعادة وأخذ يحلم بسعادة اللقاء، ويضمد في قلبه الجراحات العميقة التي خرج بها في المعركة النظرات في صباحه. وبينما هو مذهول، إذ لمح شبحاً يقترب من مكانه وراء الأشجار. . حدق طويلا. يكاد يجن! لقد اقتربت! إنها. . إنها أولالا. . . أسرع بلا فيها مادا ذراعيه إليها فغابت معه في قبلة طويلة وهي تبكي بكاء موجعاً عنيفا. . ثم تدفعه فجأة وتفر منه كالمهاة التي يطاردها الصياد إلى سجنها في القصر العتيد.
عاد إلى القصر يتبعها، وهو كالمجنون. . . إنه يريد أن يضمها إلى صدره مرة أخرى، يريد أن يتحدث إليها. ولم يكد يدخل غرفته حتى وجد ورقة من نفس الورق الذي قرأ القصيدة فيه قد كتبت بنفس الخط، تطلب منه أن يرحمها إن كان يحبها، بمغادرة القصر في اليوم التالي.
كان يقدر أن يمر به كل هول في الحياة، بعد ما حمل قلبه حباً من هذا النوع، فلا يأبه له، ولكنه ما قدر أن تطلب إليه أولالا. . أولالا التي أحبته وأحبها حباً جنونياً، أن يغادرها حالا وتستحلفه باسم الحب أن يفعل. أنه لا يحتمل ذلك أراد أن يخادع الواقع بالكذب زاعماً أنها لم تطلب منه، وأنه يحلم. . ولكنه يرى أن خطها وأسلوبها الشعري ودموعها وراء كلماتها. . إنه أمام الحقيقة المرة. . . أنه لا يقوى على ذلك. . . وأسرع نحو النافذة يريد التخلص من الحياة ولم يفطن إلى أنها موصدة فاصطدمت ذراعه بالزجاج فجرحت جرحاً بالغاً تصبب منه الدم بغزارة. . . فصرخ وأسرع نحو أولالا. . . فصادفته السنيورة فطلب مساعدتها. لقد هاج منظر الدم المتدفق جنونها المكبوت فاندفعت إلى ذراعه تعضها كالحيوان المفترس عضاً أليما وهي تصرخ صراخاً منكراً وصل إلى مسامع أولالا وفيليب فأسرعا وأنقذا حياته واحتملاه إلى غرفته وراحت أولالا تضمد جراحاته وتصلي وهي دامعة العينين. . وأفاق بعد لأي فوجد أولالا منفردة إلى جانبه تمرضه وتسهر عليه وهي تبكي راكعة أمام سريره فتناول يدها بقبلاته وبللها بدموعه وعلى حين فجأة تترك الغرفة، فيدخل فيليب ويحمله إلى مدخل القصر ويوصله إلى عربته إلى دير قريب.
قضى صاحبنا في الدير الجديد أياما اندملت فيها جراح ذراعه ولكن ما تزال جراح قلبه دامية. وأخذ بعد أن استرد قسما من عافيته يتردد على جبل منيف يطل من مسافة بعيدة على قصر أولالا. كان يجد عزاء كبيراً في الجلوس على قمة ذلك الجبل.