للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ونتاج الأدمغة العربية وباقي الأمم الإسلامية فحفظ به كتب العلم وأنقذها كما أنقذ كثيرا من النفوس المحترمة من سيوف البرابرة المتوحشين (المغول). وما أدرى ما يريد بعض المتطاولين عليه رحمه الله أكانوا يريدون منه أن ينتحر بسيوف أولئك الطغاة وماذا يفعل أولئك الطغاة وماذا يفعل تجاه تيار همجيتهم وبربريتهم؟ بل أن روضات الجنان يحدثان أن هولاكو كاد يفتك به في بعض المواقف بتأثير دس المغرضين والكائدين والحاسدين.

إن الطوسي امتاز بعقلية جبارة. والغريب أنه مع كثرة تآليفه في أدق العلوم الفكرية - كان سياسيا محنكا، وزر لعدة ملوك واحتفظ بكرامته لولا وشايات الحساد الذين كادوا له حتى أعتقل في سجن الموت عند الإسماعيلية.

قال الإمام الحافظ المؤرخ بن كثير الدمشقي (أن الطوسي كان يقال له المولى نصير الدين ويقال له الخواجا نصير الدين. اشتغل في شبيبته وحصل علم الأوائل جيداً وصنف في علم الكلام وشرح الإشارات لأبن سينا، ووزر لأصحاب قلاع الألموت من الإسماعيلية؛ ثم وزر لهولاكو وكان معه في واقعة بغداد. ومن الناس من يرغم أنه أشار على هولاكو خان يقتل الخليفة فالله أعلم وعندي أن هذا لا يصدر من عاقل ولا فاضل، وقد ذكره بعض البغاددة فأثنى عليه وقال كان غافلا فاضلا كريما الأخلاق ودفن في مشهد موسى بن جعفر في سرداب كان قد أعد للخليفة الناصر لدين الله. وقد توفي وله خمسة وسبعون سنة وله شعر جدي قوي، واصل اشتغاله على المعين سالم بدار (كذا) بن علي المصري المعتزلي المتشيع فنزع فيه عروق كثيرة منه حتى أفسدت اعتقاده)

وقال الشيخ زين الدين عمر بن الوردي في تاريخه (ج٢ ص٢٢٣).

(وفي سنة ٦٧٥هـ في ثامن من ذي الحجة توفي النصير الطوسي محمد بن محمد بن الحسن خدم صاحب الألموت (كذا) ثم خدم هولاكو وحظى عنده وعمل له رصدا بمراغة وزيجا، وله إقليدس يتضمن اختلاف الأوضاع ومجسطي وتذكرة في الهيئة، وشرح الإرشادات وأجاب عن غالب إيرادات فخر الدين الرازي عليها ومولده جمادي الأول سنة ٥٩٧ ودفن في مشهد موسى الجواد) لقد شيد الطوسي قواعد مدرسته في مراغة ولم تكن هذه المدينة عاطلة من العلم قبله فإن ياقوتا المتوفى سنة ٦٢٦ هـ وكان قبل الطوسي يحدثنا أنه ينسب إلى المراغة جماعة من المحدثين والفقهاء وأن بها أثار ومدارس وخانقاوات

<<  <  ج:
ص:  >  >>