رسالتك القوية الروح نقلتني إلى عالمك.: إن عالمك كما بدا لي من خلال كلماتك ترفرف عليه الإنسانية بجناح من وقدة العاطفة واشتعال الوجدان. لقد ناديتني بهذه الكلمات العميقة:(أخي في الفن، أخي في النقد، أخي في العروبة، أخي في الإسلام، أخي في سماوات الفن الإنساني الرفيع). . وشاء ذوقك المصفى أن تفني على قلمي المتواضع من الثناء الجم ما لا طاقة لي على ذكره!
لماذا آثرت ألآ تذكر لي اسمك؟ إنني أود أن أعرفك أيها (الإنسان). . ويسرني أن تبعث إلي بشيء من إنتاجك لأراك رأي الفكر حين يعز علي أن أراك رأى العين!
تسألني ما هي الأبحاث التي تغلغلت إلى الأعماق وحازت قبولي، وما القصص الذي قدرته وما التراجم والدواوين والأبحاث النقدية التي أرى فيها ومضاً من فكر ونوراً من حس، وإدراكاً للقيم الحقيقية دون التفات إلى البهرج الزائف والغلاف المصنوع؟
معذرة إذا قلت لك إن هذا السؤال يحتاج إلى شيء من التحديد، فأنا لا أدري إذا كنت تريد الجواب عن هذا كله في نطاق الأدب العربي أم في نطاق الأدب الغربي أم في نطاقيهما معاً! إنني في انتظار رسالة منك تحدد لي فيها ما تريد الجواب عنه.
ولك يا صديقي المجهول تحية ملؤها الود الخالص والتقدير العميق
لحظات مع ايليا أبي ماضي:
قلت في عدد مضى من (الرسالة) إن في شعر المهجر شيئاً يثير إعجابي، وأوثره بتقديري، وأشعر نحوه بتجارب الفكر والعاطفة. . . ذلك هو عمق الصلة بين الفن والحياة! الحياة في شعر المهجر نفس عميق، وهمس رفيق ونبع شعور متدفق. ولعل هذه القصيدة التي صدح بها أو ماضي في الحفلة التكريمية التي أقيمت له في دمشق من خير ما قرأت إشراقة لفظ، ورحابة أفقن وأصالة شاعرية. . . عنوان القصيدة (عجباً لقومي)، ومطلعها هذه الأبيات:
حي الشآم مهنداً وكتاباً ... والغوطة الخضراء والمحرابا
ليست قبابا ما رأيت وإنما ... عزم تمرد فاستطال قبابا