للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المثالية حين لقيني منذ أيام في ندوة الرسالة، وحين قال إنه لا يضيق بالنقد مهما عنف ما دام هدفه الأول هو الكشف عن الحقائق ووضع كل شيء في مكانه.

إنني أسجل إعجابي بهذه الروح الطيبة، وأرجو أن أكون قد كشفت عن حقيقة الصلة بين نيتشة وفاجنر، كما يقررها الواقع لا كما يتصورها الخيال!

وللأستاذ الخميسي أطيب تحياتي.

لحظات مع الفنان الفرنسي جان كوكتو:

يزور مصر الآن فنان فرنسي موهوب هوجان كوكتو، ولا أعرف رجلاً من رجال الأدب والفن في عصرنا الحاضر تعدد مواهبه كما تعددت مواهب هذا الرجل. . . إن كوكتو رسام وشاعر وكاتب مسرحي وناقد وأديب، وهو بعد ذلك مخرج مسرحي يشرف بنفسه على إخراج قصصه وقصص غيره في فرقة الممثل الفرنسي النابه جان ماريه، وهي الفرقة التي تعمل منذ أيام على مسرح الأوبرا الملكية.

ولقد استوقف نظري ما جاء بمقال الدكتور طه حسين بك في (الأهرام) عن كوكتو حين قال: (وجان كوكتو أديب فرنسي ممتاز، ولعله أن يكون من أظهر الأدباء الفرنسيين وأشدهم امتيازاً في هذا العصر، وربما كان أظهر الخصال التي تميزه أن نزعاته الأدبية والفنية لا تسلك طريقها إلى الفوز دون أن تلقي من العقاب والمقاومة ما يثير حولها كثيراً من الخصومه والجدال)!

الواقع أن هذه الكلمات التي نطق بها أديبنا لكبير تقرر الواقع في كثير من الدقة بالنسبة إلى فن جان كوكتو. . . إن الرجل فنان ممتاز ما في ذلك شك، ولكن فنه يثير كثيراً من الجدل واختلاف الرأي بين خصومه وأنصاره، أناس يرفعونه إلى القمة وآخرون يهوون به إلى الحضيض، والزمن وحده كفيل بتقدير فن الرجل ووزنه بميزانه. ولقد تهيأ لي أن أطلع على أربع رسائل تلقاها من باريس أحد أصدقائي من بعض زملاء دراسته في السوربون، وهي تدور كلها حول كوكتو وفنه ورحلته إلى مصر رسالتان تحطان من قدره وتحملان على خلفه، ورسالتان ترفعان فنه وتشيدان بمواهبه، وأنا بين الرسائل الأربع يأخذني العجب من رجل لا يلقي رأياً وسطاً بين المعجبين به والمتحاملين عليه!

مهما يكن من أمر كوكتو وأمر خصومه وأنصاره، فإنني أشارك الدكتور طه دهشته من أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>