للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الثقافي، كالقسم الأدبي بدار الكتب، وإدارة التراث العربي بوزارة المعارف، ودار المعارف، فلا وجهت عنايتها إلى هذه الناحية؟.

في معرض الفن الإيطالي:

هناك على شاطئ النيل في قصر الخديوي إسماعيل، أخذت معروضات الفن الإيطالي مكانها، وفي مدخلنا إلى هذا المعرض استغرقنا السرور بمرأى الجنود المصريين حيث تعودنا أن نور السحن الحمراء التي كانت تحتل هذا القصر، وشارك العلم المصر المرفوع قلوبنا في الخفقان. ألا ليت معرض الفن المقام هناك والذي نقصد إليه، كان مصرياً. . حقاً إن الفن لا وطن له كما يقولون، ولكن ظروف المكان تحتاج إلى استدراك. . .

المعرض فخم، والمكان فخم، تنقل بصرك بين اللوحات المعروضة وبين النقوش على السقوف والجدران، فتحار بين هذه وتلك، ومن الغريب أنهما يتشابهان في الفخامة. وقد جلنا بالمعرض، فاستدعى التفاتنا إتقان الأبعاد والألوان، ولكن قلما وقفنا مشاركين في إحساس وشعور. وطالما وقفت وقفات شاعرة أمام لوحات في معارض مصرية، أما في هذا المعرض الإيطالي فلم أحس بالمشاركة الوجدانية إلا في بضع صور منها صورة الحصان الميت وقد وقف بجانبه صاحبه العجوز البائس وملامحه تنطق بأنه لا يملك سواه، وصورة أم تنظر إلى ابنها نظرات كلها حنان، وفي مقابل هذه الصور صورة أخرى كبيرة بها امرأة تحمل طفلها وبقرة بجانبها رضيعها، والصورة الكبيرة فخمة جيدة التلوين، باهرة المنظر، ولكنها فقيرة في الإحساس والوجدان، ومن الصور التي أعجبتني أيضاً لوحة تهجم فيها عنزات على عربة حشيش، وبالقرب منها راعية تبدو فيها (الراعية) واضحة.

وقد وقفنا أمام صورة هناك فحدقت فيها لأرى ما هي، وأنا أقول لصاحبي: هذه الصورة لا بد أنها من (السريالزم) ثم أردفت: إنها تمثل ديكا، قال صاحبي - وهو الأستاذ أنور المعداوي - بما أننا تبنينا فيها ديكا فلا يمكن أن تكون من (السريالزم)!

نصف مليون جنيه يصدع رأس الدولة:

صرح دولة إبراهيم عبد الهادي باشا للصحفيين في أحد اجتماعاته بهم، بقوله (إن ميزانية وزارة المعارف قد تضاعفت عدة مرات حتى أصبحت الآن حوالي ثمانية عشر مليوناً من

<<  <  ج:
ص:  >  >>