للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مكانته في الحياة الفنية؛ وهو الذي قال في (زرادشت) لرفاقه وأنصاره: (ماذا بهم (زارا) من جميع المؤمنين به؛ إذ عليكم أن تجحدوني لتجدوا أنفسكم).

إبراهيم السيد السروجي

هل من المستحسن استعمال الحروف المنفصلة كتابة وطباعة؟

إن الكتابة بالأحرف منفصلة لا تكون أمراً محدثاً أو شيئاً جديداً فيما إذا جرى عليها الخط العربي؛ إذ لو نظر القارئ الكريم إلى تاريخ الأبجدية العربية لعلم أن هذه الطريقة قد سار عليها الخط العربي في أول نشأته سواء في بلاد اليمن ذات الحضارة القديمة أو في عهد مملكتي: لخم وغسان. كما أنه سارت عليها جل الأبجديات السامية كالفينيقية والآرامية والمسند والسريانية والعبرية والتدمرية وغيرها. ولا زالت بعض هذه الخطوط مستعملة إلى وقتنا الحاضر وعلى نفس الطريقة المذكورة كالأمهرية في الحبشة وغيرها.

وأنا لا أرى بقولي هذا إلى نبذ الطريقة المعتادة (المتصلة الحروف) كلا. . بل مرماي الوحيد استعمال كلتا الطريقتين معاً على حسب ما يقتضيه المقام والذوق والفن.

إن في استعمال الطريقة المشار إليها قد لا تحل من أمور لها أثرها الحسن بل ربما كانت خطوة طيبة في مضمار الخط العربي ومجاراة للتجدد النافع. ومن الأوفق الآن أن اعرض على القارئ الكريم بعض النقط التي قد نستفيدها فيما إذا اتبعت هذه الطريقة في بعض الحالات فأقول:

أولا: يسهل في هذه الطريقة تعليم الأبجدية قراءة وكتابة، وذلك لعدم لزوم تنويع الحرف كتابة في أول الأمر.

ثانياً: سهولة التصفيف بها في الطباعة مع اختصار الوقت والعمل.

ثالثاً: سهولة ضبط الكلمات المطبوعة بها.

رابعاً: بساطة تجسيمها للأطفال (بالورق المقوى) ونحوه مع الحركات وقدرتهم بعد ذلك على تركيب مختلف الكلمات وقراءتها.

خامساً: وضوح الكلمات المكتوبة أو المطبوعة بها، وذلك لبروز وضعها وظهور شكلها ولو مع صغر حجمها.

<<  <  ج:
ص:  >  >>