أولاً - إن الوضع الاقتصادي في الشرق الأدنى سليم جداً. فهو لم يتضرر من الحرب المنصرمة.
ثانياً - أن هذا الشرق لا يواجه وعياً اقتصادياً، ولا نزعة اشتراكية جدية تعرض رؤوس الأموال الأجنبية للتأميم. فالقدمية الاقتصادية في الشرق الأدنى أن تستيقظ بصورة خطيرة إلا بعد أن تعطى رؤوس الأموال المستثمرة أٍُكلا طيبا.
ثالثاً - إن هذا الشرق بحاجة إلى التمويل وأولو الأمر يقدرون ذلك، والتعامل معهم سيكون على أساس اقتصادي سليم.
وطبيعي أن ما يقترحه الأمريكان من مساعدة للشرق الأوسط لا يقتصر على المخصصات الحكومية. وأكبر الظن أن هذه المخصصات ستكون أقل نسبة. والواقع أن برنامج ترومان للمناطق التي تحتاج إلى التنمية الاقتصادية قصد في أساسه إلى تهيئة الفرص لرؤوس الأموال الأمريكية للاستثمار في الخارج وضمانة أرباحها.
وهناك نواح أخرى لابد من الوقوف عليها لأية مساومة قد تدفع دول الجامعة العربية إلى الأخذ بها في هذه التيارات الجارفة.
فكما يستفاد من القليل الذي تنشره الصحف الأمريكية ومن الكثير الذي تنشره الصحف العربية! عن طريقة حكومة أمريكا في مد مشروع مارشال إلى الشرق العربي، فإن المساعدة ستقتصر على ناحيتين:
الأولى: تحسين الدفاع الاستراتيجي من الناحية الحربية الصرف ومن وجهة نظر حلفاء الغرب الصرف كذلك.
والأخرى: تنمية الإنتاج الزراعي كوسيلة لرفع مستوى المعيشة.
والتريث في بحث هاتين الناحيتين يكشف عن شؤون غاية في الخطورة للكيان القومي في كل من الدول العربية، وفي السياسة الإقليمية التي تمثلها الجامعة العربية التي لا مفر - لعدة عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية، للناطقين بالضاد من السير بموجبها على الرغم مما ألم بها من نكسات.
فمشاريع الإنتاج البترولي وأنابيبه وتأمين سريانه وحماية مواصلاته ستكون لولب