للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وركز فيها هجومه. . . ليس لكلمة في الإنكليزية كلها إلا هذه المعاني:

' '

ولادة - خلق - سفر التكوين - لا الإخراج - (أي خلق العالم) فكيف يصدق أي عقل ترجمتها بلفظ إخراج؟! أما الجملة الأخرى فمنصبة على خلق الكتاب (مولد التراجيديا) أي على القائم بخلقه وكلا الوضعين يؤيد ترجمتي. أما تملق الفيلسوف الشاب للفنان الكبير ليأخذ بيده في طريق المجد، فهذه وصمة لا تليق بالأستاذ المعداوي، فكيف تليق بنيتشة العظيم؟!

تقول (إن العبقري يولد وبذور العبقرية في دمه؟ كيف تعتقد أني لا أقرر هذا؟ لكن هذه البذور ألا تحتاج إلى هواء وإلى شمس وتربة تمد فيها جذورها؟! إنها بغير هذا تظل بلا شك بذرة عبقرية لا عبقرية. . والشمس والماء والهواء لا تحيل البذرة يا سيد (سروحي) إلى شمس أو إلى ماء أو إلى هواء، وإنما هي عوامل مساعدة على التفتيق والإنبات وهكذا كل تأثير في العبقرية يا صديقي. ونقول: (ما كان لهذا المفكر الجبار أن يتأثر أو يستمد وجوده الفلسفي من أي إنسان مهما تكن مكانته في الحياة الفنية). إن هذه الحياة الفنية هنا شأنها شأن أي حياة. ليس العبرة بنوع التأثير بل بوقوعه على أي وجه. ثم أنك تقول إن زارا قال لرفاقه وأنصاره ماذا يهم زارا من جميع المؤمنين به؛ إذ عليكم أن تجحدوني لتجدوا أنفسكم. . . والصواب أن تقول هذا للأستاذ المعداوي الذي ينكر أي إيمان سابق لنيتشة بفاجنر ما دام قد جحده أخيراً، ويرى ذلك كان تملقاً متحدياً كل حقيقة! مع أن نيتشة ظل يمجده فاجنر حتى أواخر عقده الرابع.

أما سؤلك عن تأثير بتهوفن في جوته يا أستاذ معداوي فهو مثل معكوس لأن جوته الفيلسوف كان يكبر بتهوفن بمراحل، بينما نيتشة كان مع فاجنر فتي ناشئاً يخطو أولى خطواته كما تقول. ومع هذا لا نستطيع أن نحكم بعدم تأثير موسيقى بتهوفن في تفتيق عبقرية جوتة عن بعض المعاني. ونيتشة بالذات ذو سليقة موسيقية لأنه شاعر لا ناقد - يا أستاذ معداوي - إذ هو القائل: (إن كتابي زرادشت أنغام موسيقية صدحت في داخلي فأصغيتُ إليها وسجلتها)!

أما استشهادك بالناسخ والمنسوخ في القرآن فإننا نقول بوقوع التأثير في عبقرية نيتشة

<<  <  ج:
ص:  >  >>