يحدث للمرأة النفساء أحيناً بما يسمى (جنون الولادة) وهو نوع من الذهان والهلوسية الحسية والشعور بالاضطهاد يقودها إلى التخلي عن مولودها بل وقتله إذا اشتدت وطأة الداء ولم تتخذ الاحتياطات اللازمة بإبعاده عنها.
وهنالك ظاهرة أخرى غربية تشبه من حيث الشذوذ - الغريزة الضالة وتسمى (بغريزة الروتين) بمعنى أنها لا ترمي - كغيرها من الغرائز - إلى هدف يستفيد منه الحيوان وهو ما نشاهده عند الكثير من الكلاب وهي عادة دفن الأطعمة كاللحوم أو العظام أو غيرها بعد أن تحفر له حفرة بمخالبها الأمامية ثم تواريه التراب. وقد تلجأ أو لا تلجأ إليه بعد ذلك مع أن بعض الكلاب التي تفعل مثل هذا قد تكون كلاباً مدللة من أصحابها ولم تعرض إلى الجوع يوماً ما!!
ولكن (روسل) يقول إن الكلاب إنما تخبئ ما زاد على حاجتها وتدخره مهما توفرت الأطعمة، وفي هذا شيء من بعد النظر بلا شك، وهو ما يطابق المثل العربي الذي يقول:(أن ترد الماء بماء أكيس).
قد يكون (روسل) مقبولا لحد ما، ولكن هنالك فريقاً من الكلاب يدفن أشياء غير قابلة للأكل مثل الحجارة، أو قطع الأخشاب، أو الملابس، وهو يدفنها بنفس الاهتمام كما لو كانت ذات فائدة غذائية. وفي هذا المثل الأخير تتضح غريزة الروتين بصورة أوضح. ثم إن الكلاب في دفنها الأشياء من غذائية أو غير غذائية تختلف، فتارة تلجأ إلى مكان بعيد وتختفي عن الأنظار، وتارة تدفن ما تريد بمرأى ومسمع عن الناس بغض النظر عما إذا كان المدفون مما يؤكل أو مما لا يؤكل!!
أسباب الغريزة ودوافعها:
إن للغريزة أسباباً داخلية وأخرى خارجية مؤثرة على الحيوان. ويقول (رابو) إن عمل الغريزة يتوقف على استمالات خارجية ومؤثرات حسية، فإناث بعض الحيوانات حين تتهيأ للحبل وتكون في حالة فسيولوجية قابلة له تبعث منها روائح خاصة من شأنها جلب الذكور وإغرائها جنسياً، وحاسة الشم عند تلك الحيوانات تلعب دوراً أهم من غيره فيما يتعلق بالناحية الجنسية، والدليل على ذلك ما قام به (فابر) من تجارب. وضع (فابر) أنثى من أنواع الفراش هو ما يسمى داخل إناء مقفل الجوانب عدا نافذتين صغيرتين تسمحان