فإذا اطلعنا على أنظمة الجيش البريطاني، نجد أن قواعد الأعلام والرايات واستعمالها منظمة فيما يخص ما يرفع منها للملك وللقواد ولأصناف الفرق، ونجد قواعد التحية بالمدفعية وأنظمة خاصة بالموسيقى.
وما يقال عن الجيش البريطاني ينصرف أيضاً إلى الجيش الإيطالي، فقواعد التحية بالأعلام وغيرها منظمة في كتب معمول بها يطلق عليها
فهذه قواعد قائمة إلى اليوم ونحن في حاجة إلى الإلمام بها وتعرفها قبل الدخول في موضوع الأعلام والرايات ولو كان الكلام عنها تاريخياً؛ إذ أنه إخراج ما في بطون الكتب من المعلومات وتنسيقها يحتاج إلى تفهم ما يجري به النظام والعرف في الوقت الحاضر لكي يجيء عملنا على أساس علمي.
قرأت في البحث الذي نشرته مجلة الرسالة للأستاذ بدوي قوله في تبرير اختيار صلاح الدين للراية الصفراء (وكان في ذلك إشارة إلى أن مصر وإن كانت قد عادت إلى أحضان الدولة العباسية - فهي مستقلة ذات كيان خاص بها)
وأختلف معه فأقول:
أولاً: إن إعادة الخطبة لبني العباس لم يجعل من مصر ولاية عباسية وإنما كان هذا العمل دينياً أكثر منه سياسياً أو إذا شئت هو إعادة اعتبار المذهب السني وضم ولاية من الولايات إلى الأقطار التي تدين بالولاء الديني لخليفة بغداد.
ثانياً: إن صلاح الدين حينما اتخذ اللون الأصفر وإن كان يؤمل في الاستقلال بولاية أو سلطنة لم يقصد ولم يبرر عمله باختيار لون خاص يضعه على أعلامه.
أذن علينا أن ندرس لون العلم على أساس غير هذه الناحية التي أشار إليها الأستاذ بدوي ويخيل إلي إن العصر امتاز بوجود نظامين: نظام الخلافة العباسية،. ونظام الملك. وعلى هذا يمكن استخلاص بعض الحقائق الملازمة لهذا الاختيار:
للخلافة شعارها وللسلطنة شعارها:
إن اختيار اللون الأسود لبني العباس قديم والكلام عنه يخرجنا عن غايتنا. وهو لون اشتهر به بنو العباس وأصبح شعاراً لهم منذ إنشاء الدولة العباسية ولا يفهم من هذا إن نظام الدولة