للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

العباسية وترتيب الملك فيها حرم استعمال لون آخر بل كان للدولة عدة رايات وأعلام مختلفة اللون والشكل بدليل ما جاء في الطبري إن أحد الخلفاء ولعله المتوكل على الله ٍنصب علناً أبيض اللون وسماه لواء العمل وهذه ناحية كما قات تبعدنا عن الغرض الذي رسمناه لأنفسنا. ولذلك أعود إلى القرن السادس الهجري وأقول: أنه ورث كما كان متبعاً في القرنين السابقين: الخامس والرابع، أي ابتداء من دولة بني بويه ثم قيام الدولة السلجوقية فالذي المسه هو أن العالم الإسلامي الذي يدين بالولاء الديني لبني العباس عاش في تلك الحقبة من الزمن وبلادة تحمل شعارين: شعار الخلافة بأعلامها وألويتها وتقاليدها وشعار المملكة أو السلطنة بترتيبها وألويتها وإعلامها.

ولم يكن هناك ما يحول دون قيام الشعارين أو النظامين في وقت واحد ولذلك اجزم بان صلاح الدين حينما أعلن الخطبة لبني العباس وأقام شعائرهم في المساجد جاء إلى مصر ومعه شعائر السلطنة أو المملكة المتغلبة. وهى منبثقة من نظام الدولة السلجوقية التي كان يتبعها الأتابكة ولو في مظهرها وشعائرها، ومنهم نور الدين الشهيد الذي فتح صلاح الدين مصر باسمه. وكان تابعا له وقائدا من قواده على راس جنود من التركمان والأكراد الذين يدينون بالولاء للدولة الأتابكية التي تخضع في أنظمتها وتقاليدها لآل سلجوق الذين يمثلهم رغم استقلال الولايات وتغلب المتغلبين عليهم ما يطلق عليه.

سلطان السلاطين أو ملك الملوك:

وكان هذا اللقب من مسميات الدولة السلجوقية وهو لا يطلق إلا على من يكون في ولايته ملوك تحت سيطرته. فالملك في نظرهم من يملك مثل الشام أو مصر أو مثل أفريقية أو الأندلس وتكون عدة عسكره عشرة آلاف فارس على الأقل.

فإن زاد بلاد أو عددا الجيش كان اعظم في السلطنة وجاز له أن يطلق عليه السلطان الأعظم فأن خطب له في مثل مصر والشام والجزيرة، ومثل خراسان وعراق العجم وفارس، ومثل أفريقية والمغرب الأوسط والأندلس كان سمته سلطان السلاطين السلجوقية) اهـ. قاله ابن فضل الله في المسالك نقلا عن على ابن سعيد.

تقليد سلطان السلاجقة:

<<  <  ج:
ص:  >  >>