للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ومن أجل التنفيس لا بأس عندهم من إباحة شيء من المحرمات (ولكن في حدود الاعتدال) هكذا يقولون! ومن عوامله في الغريزة الجنسية مثلاً الاختلاط والرقص وترويج الوريقات الخليعة التي تسير على مذهب الصراحة الجنسية، وما في هذا المعنى الفاجر.

وكأن حال لسان السلطات يقول: إن لم تكن هذه الأشياء مجدية، فهي على كل حال ملهية! إي والله! إن هذا هو ما حدث! ويل لهؤلاء المحترمين إن سكتوا بد اليوم عن هذا الحال وظلوا هكذا متشبثين بذنب الحية دون رأسها!

ألم يعلموا أن هذا العلاج الجنسي والنفسي إشاعة للفجور، وأن ترويج المفاسد والفجور هو أفعل سلاح قضى على العقائد والمبادئ حتى الآن؟!

والقانون الذي يمكن أن نستنتجه من استقراء حوادث التأريخ قديمها وحديثها هو (أن الثورات وليدة الفجور والإباحية التي معول الأديان والعقائد). وإن أصحاب المبادئ السياسية والاقتصادية لا يمكن أن تتنسم مبادئهم الحياة إلا عن طريق هذا الذي استنتجناه الآن وسميناه - ولو على سبيل المجاز - قانون الهدم الاجتماعي.

والقاعدة التي نستخلصها من تطبيق هذا القانون هي أن كل ملحد أو داع إلى إلحاد لا يمكن أن يكون غير واحد أو أكثر من هذه الثلاثة: (استعاري، إباحي، مغفل كالقرد لا هم له إلا أن يقلد، فهم أو لم يفهم). ولا يجوز أن يتعدى الملحد بأي حال هؤلاء الثلاثة.

تلك مقدمات لابد منها لكي نعرف هل الملحدون الذين بلبلوا أفكاراً ورطونا في هذه الأزمات النفسية الخطيرة - يؤمنون حقاً بمبادئهم تلك، أم أن لهم غايات أخرى وراء ما يظهرون؟

وإذ كانوا هم لا يؤمنون بهذه النظريات ذاتها إلا بقدر ما بقدر ما نحق لهم من أغراض كما أثبت التاريخ على نحو ما رأينا؛ فواضيعة أعمارنا وزهرة شبابنا في شيء ليس له حتى عند أصحابه وجود!

على أننا متى عرفنا هذا وتيقناه؛ فلن تسحرنا أقوالهم ولن نقع - بعد اليوم - في شباكهم، وكفانا بهذه المعرفة العاملة سعادة!

والآن يبدو لي أننا بحاجة لأن نمتطي الزمن لحظات عبر التاريخ في سياحة علميه نلم فيها إلمامه قصيرة بشيء من ختل هؤلاء الممثلين البارعين:

<<  <  ج:
ص:  >  >>