للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كانوا في ذلك مقلدين لا مبتدعين.

قال السلطان عماد الدين صاحب حماة في تاريخه: (وأول من حمل السنجق على رأسه من الملوك في ركوبه غازي ابن زنكي وهو أخو السلطان نور الدين محمود ابن زنكي صاحب الشام).

ونقل هذا صاحب صبح الأعشى فقال: (إن غازي أحدث حمل السنجق على رأسه فتبعه الملوك في ذلك وألزم الجنود أن يشدوا السيوف إلى أوساطهم ويجعلوا الدبابيس تحت ركبهم عند الركوب).

ويفهم عن عبارته أنه اخترع هذا الشعار الذي أخذ به بعده أبناء عمه في الشام، ولكن صاحب النجوم الزاهرة يقول: (الملك غازي ابن زنكي بن آق سنقر التركي أخو السلطان نور الدين محمود الشهيد الأتابكي هو أول من حمل السنجق على رأسه من الأتابكية ولم يحمله قبله لأجل ملوك السلجوقية).

ويقول صاحب عقد الجمان (وهو أول من حمل على رأسه السنجق من أصحاب الأطراف فإنه لم يكن فيهم من يفعله لأجل السلاطين السلجوقية).

إذن كانت الأتابكية أقل من السلطنة وكان أصحابها من ملوك الأطراف وكانوا يتحاشون الأخذ بمظاهر السلطنة، التي هي من حق ملوك آل سلجوق الذين لهم وحدهم هذا بانتمائهم إلى البيت المالك الذي يمثل سلطان السلاطين كما يفهم أن ملوك الأطراف كانوا يحاولون أن يتشبهوا بمن هم أعلى منهم، وأن هؤلاء كانوا يمنعونهم من ذلك حتى لا يرقوا إلى مرتبة تقرب من مرتبة من يتولى الرياسة والصدارة بين السلاطين لأن استعمال شعار السلطنة معناه التساوي في المرتبة والقوة.

ويظهر من كلام فضل الله في عهد دولة المماليك الأتراك: (أن من عادة السلطان إذا ركب يوم العيدين ويوم دخول المدينة يركب وعلى رأسه العصائب السلطانية وهي صفر مطرزة بألقابه وترفع المظلة على رأسه وهي قبة مغشاة بأطلس أصفر مزركش عليها طائرة من فضة مذهبة يحملها بعض أمراء المئين وهو راكب فرسه إلى جانبه وأمامه الطبردارية مشاة وبأيديهم الأطبار).

ويعلق صاحب المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ناقل هذه الفقرة بقوله: (العصائب

<<  <  ج:
ص:  >  >>