المذكورة حرام وقد بطلت الآن والحمد لله) مما يدل كراهية الناس لها النوع من مظاهر الأبهة المأخوذة من ترتيب ممالك آل سلجوق وبني بويه وغيرهم.
ولكن اللون الأصفر بقى حتى نهاية استقلال مصر بل وأدخل على المظلة وهي من بقايا ترتيب الفاطميين مع أنها من صميم المراسيم المصرية وليست من تقاليد ملوك الشرق من الأتراك وغيرهم.
اللون الأصفر واللون الأسود:
الذي أمكنني استخلاصه هو أن اللون الأصفر أصبح شعار السلطنة والأسود استمر للخلافة بل أن العصائب أصبحت في بعض الأحيان من تقاليد الخلافة في مصر: وهذا من أغرب ما أدخل من شعائر الملوك المتغلبين على نظام الخلافة المفروض أن يستمر عريقاً في تمسكه بمراسم الأبهة العباسية ولا يأخذ بمظاهر أجنبية عن العروبة والإسلام. فمن ناحية اللونين والعلمين أشير إلى ما جاء في السلوك.
(إن رسل ملك القبجاق وصلت إلى مصر ومعهم كتاب بالخط المغلي يتضمن أنه أسلم ويريد أن ينعت نعتاً من نعوت الإسلام ويهجز له علم خليفتي وعلم سلطاني يقاتل بهما أعداء الدين).
وجاء في تاريخ أبي الفداء من حوادث ربيع الآخر سنة ٧٣٢ هجرية حينما جاء ابن أبي الفداء بعد وفاة والده إلى القاهرة في ربيع آخر سنة ٧٣٢ هجرية.
(ركب بشعار السلطنة الملك الأفضل الحموي بالقاهرة، وبين يديه الغاشية، ونشرت العصائب السلطانية والخليفية على رأسه وبين يديه الحجاب وجماعة من الأمراء وفرسه بالرقبة وأمامه الشبابة وصعد إلى القلعة) وفي هذا تصديق لما بدأ به هذا البحث من قيام شعارين.
فلا محل إذن للتساؤل عن اللون الأسود العباسي وعدم اختياره للأعلام في مصر بعد زوال الدولة الفاطمية إذ أن ولاية الأيوبيين كانت مرتكزة على آل زنكي وهؤلاء يتبعون آل سلجوق ويتقلدون بهم ولذلك لما دخل صلاح الدين حلب وتيقن من ثبوت ملكه (نشر سنجق السلطان الأصفر على سور القلعة وضربت له البشائر).
فهو قد شعر في هذه اللحظة بقوته، ونحا نحو السلاطين من آل سلجوق، وطمع في أن