للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ويقول في ثالثتهن:

أشرب الكأس في وداد ودادك ... وتأنس بذكرها في انفرادك

قمر غاب عن جفونك مرآ ... هـ، وسكناه في سواد فؤادك

ويقول في أم الربيع:

تظن بنا أم الربيع سآمة ... ألا غفر الرحمن ذنباً تواقعه

أأهجر ظبياً في ضلوعي كناسه ... وبدر تمام في جفوني مطالعه

وروضة حسن اجتنيها وباردا ... من الظلم لم تحظر علي شرائعه

إذاً عدمت كفي نوالا تفيضه ... على معتفيها أو عدواً تقارعه

أما زوجه اعتماد فيقول فيها:

بكرت تلوم، وفي الفؤاد بلابل ... سفها، وهل يثني الحليم الجاهل

يا هذه، كفي فإني عاشق ... من لا يرد هواي عنها عاذل

حب اعتماد في الجوانح ساكن ... لا القلب ضاق به، ولا هو راحل

يا ظبية سلبت فؤاد محمد ... أَوَ لم يروعك الهزبر الباسل

من شك أني هائم بك مغرم ... فعلى هواك له علي دلائل:

لون كسته صفرة ومدامع ... هطلت سحائبها وجسم ناحل

وهذا الغزل الذي لا يقتصر على واحدة يدل على أن صاحبه مغرم بالجمال، ويعجب به أينما كان، لا كهؤلاء المحبين الذين لا يرون الجمال إلا ممثلا في واحدة. وليس حبه حباً عذرياً، يقنع من الحب بالذكرى وطيف الخيال، فلا ترى في غزله صوفية، ولكنه غزل دائم الحديث عن لذة المتعة بالجمال، فتسمعه يقول:

الصبح قد مزق ثوب الدجى ... فمزق الهم بكفي مها

خذ بلسما من ريقها خمرة ... في لون خديها تجلى الأسى

ويخاطب من يحب قائلاً:

متى أدواي - يا فدا ... ك السمع مني والبصر

ما بفؤادي من جوى ... بما بفيك من خمر

ويقول:

<<  <  ج:
ص:  >  >>