الفتيات اللاتي تطوعن للعمل في حرب فلسطين، كي يقتنع بأن المرأة تستحق المساواة بالرجل. وفي الحفلة نرى زهدي مع فتاة عابثة مستهترة باللهو هي مخطوبته، وهدى مع شاب ماجن هو خاطبها. ثم يتطوع زهدي للقتال في فلسطين، وتتطوع هدى للتمريض في الحرب. ويعود زهدي في إجازة، وعند وصوله إلى منزله يفاجأ ببرقية تتضمن أن والده يحتضر، فيسرع إليه في سيارته التي تنقلب به في الطريق فيصاب إصابات شديدة ينقل على أثرها إلى المستشفى العسكري حيث يعالج فيشفى غير أن وجهه يشوه تشويهاً منكراً. ثم يذهب إلى مخطوبته، وهو يخفي دمامته بقناع يبدي الوجه طبيعياً، ويلومها على سلوكها، ويفسخان خطبتهما، وكذلك تفسخ هدى وخاطبها خطبتهما في منظر آخر، وبعد ذلك نرى زهدي يغازل بعض الفتيات، ثم يخلع القناع ويبدي لهن وجهه فيفرن منه. ثم يلتقي بهدى، ويغازلها وهو مقنع، ثم تكشف هي أنه المريض الذي كانت تمرضه في المستشفى وخرج مشوه الوجه، فتنفر منه أولاً، ثم تذهب إلى أبيها وتقول له إن زهدي يريد أن يخطبها إليه فيرسل الوالد إليه ويفاتحه في الأمر، فيرفض زهدي ويكشف له وجهه، ولكن هدى تبدي رغبتها في زواجه لأن تشويهه من التضحيات الوطنية، ثم يذهب والدها به إلى سويسرا ويعالج وجهه حتى يعود إلى طبيعته.
وفي الفلم فجوات وتضاريس. . . منها أن زهدي يلتقي بهدى في المرة الثانية على أنه أول لقاء وقد سبق أن تعارفا، ولست أدري لماذا جُعلت إصابة زهدي في السيارة بعد أن عاد من الحرب وكان الأولى أن تكون إصابته في الميدان حتى يتحقق معنى التضحية التي قدرتها فيه هدى؟ وفي حفلة (الأوبرج) لم نر فتيات مجندات غير الست هدى. ولم يكن طبيعياً أن يعنف السيد زهدي مع مخطوبته ويكشف لها وجهه فترمي بخاتم الخطبة في هذا الوجه الكريه، ثم يقبل عليها بعد هذا بشغف وببثها هواه ويذكرها بالذي كان.
ثم أريد أن أسأل عن هدف القصة، هل هو الاعتراف في آخر الأمر بأن المرأة تستحق المساواة بالرجل؟ تظهر في القصة هذه المحاولة ولكنها لا تستند إلا إلى شخصية هدى، وقد انتهت عقدة القصة بقبولها الزواج من الرجل الذي قدرت شخصيته وتضحياته. . . ولكن هذا التقدير لم يظهر إلا في كلمات مفتعلة عندما أبدت رغبتها في هذا الزواج، ولم يكن لهذا (الشعور) مقدمات، ثم هل هذا يعني المساواة؟ وقد أفضى منظر الوجه المشوه على الفلم