هبوط في معدل الولادات عام ١٨٨٠ يعادل الهبوط الذي طرأ على معدل الوفيات في إنجلترة حوالي ١٧٤٠. وظلت الوفيات تتناقص إلى أن بلغت ١٠ في الألف في العقد الأول من هذا القرن، وظلت تتزايد نسبة الولادات خلال الستين سنة التالية. ويعود سبب ذلك لحد كبير إلى الفرق الكبير بين المعدلين.
ولقد كان من نتيجة التطورات العظيمة في العلوم الطبية والصحية وفي الشؤون الاجتماعية العلمية إنقاذ نفوس كثيرة، ثم تطعم ذلك في عام ١٧٥٠ بقيام الفلاحين بزرع أرضهم زروعاً زودتهم بالخضروات واللحم الطازج بدلاً من تركها بوراً في الشتاء، كما وفر استعمال القطن بعد ذلك للطبقات العامة منسوجات رخيصة فازداد هبوط معدل الوفيات.
إن مشكلة السكان التي شغلت مالتوس خاصة، مشكلة إطعام الشعب الإنجليزي الذي يتزايد عدده مع بقاء جزيرته كما هي من حيث المساحة. هذه المشكلة قد حلت - كما يقول هارولد رايت بعد بضع مئات من السنين بنتيجة الزيادة الهائلة التي حصلت في إنتاج البضائع المصنوعة ومبادلتها بالأغذية والمواد الخام المنتجة في القارات الجديدة. فكلما ازدادت النفوس أصبح الغذاء أرخص لازدياد المهاجرين الذين ينتجون الأغذية في الخارج وازدياد العاملين الذين انتشروا في أوروبا عند استعمال الماكينة الزراعية والبواخر والقاطرات وهي الوسائل التي ساعدت على إنتاج الأغذية ونقلها من مكانها إلى محلات استهلاكها: فالثورة الصناعية قد قضت على أزمات السكان طوال مدة بلغت المائة عام. في الخارج وازدياد العاملين الذين انتشروا في أوربا عند استعمال الماكينة الزراعية والبواخر والقاطرات وهي الوسائل التي ساعدت على إنتاج الأغذية ونقلها إلى محلات استهلاكها: فالثورة الصناعية قد قضت على أزمات السكان طوال مدة بلغت المائة عام.
وتزايد هذه الوسائل الجديدة مكن أوربا من إنشاء شعب صناعي كثيف لم تكن تحلم باستطاعتها إعاشته. وكي لا نغمط كل حق لمالتوس يجب أن نشير إلى إنه قد تنبأ بهذه الإمكانيات ولو كان تنبأ مشوباً باليأس كما يظهر من الملاحظة التالية الواردة في رسالته.
(وقد نفرض، ونحن في غمرة التأملات الشاردة المجدية، أن أوربا يجب أن تنمي حبوبها في إنجلترة وأن تكرس نفسها تكريساً تاماً للصناعة والتجارة وتصبح أحسن آلة عاملة على سطح الكرة الأرضية. ولكن حتى إذا ما جارينا المفترضين في مباغاتهم وقلنا بان طبيعة