أوجه عندما صار تعداد السكان ٨ , ٣٠٠ , ٠٠٠. وقد جاء في كتاب السير جيمس كونور (تاريخ ايرلندا) ما يلي: (لقد شجع المسلك الديني الزيجات المبكرة، وشجعت السياسة الايرلندية الزيجات المبكرة كذلك، وأدى هذا التشجيع المزدوج إلى حصول زيادة سريعة في السكان. ولكن ظل ما يقارب الثلاثة ملايين والنصف من النفوس ملمومين في أكواخ موحلة مغطاة بالقش، كل كوخ يتكون من غرفة واحدة بلا نافذة ولا منفذ. وفي عام ١٨٤٤ ظهرت في أمريكا الآفة النباتية التي تعطن البطاطس خلال بضعة أيام.
وفي صيف ١٨٤٦ اجتاحت هذه الآفة ايرلندا كالوباء الأسود وأهلكت المؤن الغذائية التي يعيش عليها الفلاحون؛ ومات خلال خمس سنين بين ١٨٤٦ و١٨٥١ حوالي ١ , ٠٠٠ , ٠٠٠ شخص. وكان من نتيجة ذلك فيضان هجرة كبيرة من ايرلندا فغادرها خلال عقد واحد ربع السكان متوجهين إلى الولايات المتحدة. ثم أخذ عدد المهاجرين في التزايد حتى بلغ في ظرف جيلين ٥ , ٠٠٠ , ٠٠٠ ولكن الايريلنديين جابهوا الموقف بإيقاف الزواج أو تركه. ويصعب علينا قياس معدل الولادات في ايرلندا إلا فيما يتعلق بفترة منتصف القرن التاسع عشر، ولكن كاساندرس قال إن هذا المعدل ربما كان حوالي الأربعين في الألف عام ١٨٥٠ ثم أخذ في الهبوط بعد فترة قصيرة من هذا التاريخ فصار ٦٢٢ بالألف بين عامين ١٨٧١ و١٨٨١، و٢١٢ بالألف بين عامي ١٩١٠ و١٩٢٦. وخلال هذه الفترة ازداد معدل نسبة النساء الايرلنديات غير المتزوجات من اللواتي تتراوح أعمارهن بين الـ ٢٥ و٣٥ من ٢٨ في المائة في عام ١٨٤١ إلى ٥٢ في المائة في عام ١٩٢٦. ولا شك أن ترك الزواج بالنسبة لشعب بأكمله فترة طويلة يعني بالطبع أن عددا كبيرا سيتركون الزواج نهائيا.
ففي عام ١٨٤١ كان ١٥ بالمائة من النساء الايرلنديات بين الخامسة والثلاثين والخامسة والأربعين غير متزوجات. وفي عام ١٩٢٦ ارتفع هذا المعدل إلى ٢٩ بالمائة. وهكذا، فإن ثلاثة أعشار النساء الايرلنديات يعشن بلا زواج. وأما بالنسبة لأولئك اللواتي تزوجن فإن معدل الولادات بقي بينهن عالياً. وفي عام ١٨٦١ كان يوجد لكل ١٠٠ امرأة ايرلندية متزوجة من اللواتي دون الخامسة والأربعين ١٣٠ طفلا دون الخامسة. وفي عام ١٨٢٦كان العدد المماثل ١٣٠طفلا أيضا. ويقابل ذلك في إنجلترا وفي نفس الفترة هبوط