هذه الحياة. وبين الأستاذ قيمة الفكاهة في التمثيل وقال إن الريحاني سما بها إلى مرتبة التوجيه الاجتماعي. ولم تخل كلمة المازني مع قيمتها مما دعا إلى الملل في الحفلة، وذلك عندما أطال في علاقة الريحاني ببديع خيري واشتراكهما في التأليف وأيهما كان صاحب الفضل الأكبر في جودة التأليف وحبكه وسلاسة الحوار والبراعة فيه.
وأما قصيدة الأستاذ علي محمود طه فقد صور فيها نجيب الريحاني وفنه تصويراً شعرياً دقيقاً تكاد ترى فيه معالم السمات وجمال الألوان، وقد عبر فيها عن فجيعة مصر في فقيدها تعبير الشاعر الناطق بلسانها المعبر عن آلامها، فكان (شاعر مصر) النابض بآمالها وآلامها، يرثي فقيد مصر في فن التمثيل.
مجلة المجمع اللغوي:
قال محدثي: كنت قد قرأت منذ شهور أن مجمع فؤاد الأول للغة العربية أصدر الجزء الخامس من مجلته. وأخيراً أردت أن أحصل على نسخة منها، فجعلت أبحث وأسأل عن طريقة الحصول عليها، حتى علمت أنها تباع في إدارة التوريدات بوزارة المعارف. وقصدت إلى هذه الإدارة وصعدت إلى طبقة عالية هناك حتى بلغت الموظف المختص متعباً متتابع الأنفاس، فقد كان اليوم حراً والسلم طويلا. وطلبت المجلة، وطلب مني الثمن، فأخرجت ورقة بجنيه، فقال لي الموظف:(مفيش فكة) ولم أجد بداً من أن أنزل وأخرج إلى الشارع لأفك الجنيه. ثم عدت وتجشمت الصعود للمرة الثانية، ولكني في هذه المرة لم أجد الموظف المختص فانتظرت، وضقت ذرعاً بالانتظار ولم يتسع وقتي له، فانصرفت ثم عدت في اليوم التالي وقد حرصت على إعداد الثمن (فكة) وكنت قد دعوت الله في طريقي أن ييسر لي أمري هذا اليوم فاستجاب دعائي وظفرت بالمجلة.
عجبت لجلد محدثي هذا وصبره في سبيل الحصول على مجلة المجمع اللغوي، وقلت في نفسي: كم واحداً يطلبها هكذا ويتعب في طلبها كما تعب صاحبنا؟ ما أظن أمثاله كثيرين إن كان له أمثال.
إن الباعة ينادون على الصحف والمجلات في كل مكان، ويلوحون بها في الوجوه، ويلاحقون بها ركاب الترام وغيرهم، وقد يعرضون ما على غلاف بعض المجلات من صور جذابة - يأتون كل ذلك كي يغروا الناس بالشراء، ومع ذلك قد لا يفلحون في