حتى تلتقطه الفتاة وفي منتهى السرعة والسهولة يصير لها معلماً ويأتي أبوها تواً ويسأل عن هذا (الأفندي الغريب) ويوافق في الحال!
ولا أدري لماذا أباحت نجاح لنفسها أن تشتم ابن عمها وتهينه عندما أراد أن يخطبها ولم تظهر لنا الحوادث قبل ذلك أن شيئاً بدر منه يستحق عليه هذه الشتيمة التي لا تليق ببطلة الفلم، والغريب أن ما أرتكبه من الحوادث يأتي بعد ذلك، فكأنها تؤنبه مقدماً! وكان منظر دبيب رشاد إلى ابنة عمه داعياً إلى الاشمئزاز وكان يمكن أن ترتبط الحوادث دون الوقوع في هذه الزلة. وكانت خاتمة الأضاحيك هي ختام القصة بذلك المنظر الذي عاد فيه البصر إلى الرجل لأنه سر بقتل ابن أخيه المجرم وزواج ابنته من حبيبها، وهي طريقة فريدة في علاج العمى واسترداد النظر، جديرة بأن يلتفت إليها أطباء العيون أو بأن يستغني بها الناس عنهم.
وأخلص بعد ذلك إلى ثلاثة عناصر حشي بها الفلم بقصد التسلية والإمتاع أو قل لملئ فراغه من القيمة الموضوعية، تلك العناصر هي: روعة المناظر، والحوادث المضحكة، ثم الرقص والغناء. من الأولى منظر البدو في الصحراء وعدو الخيل ومطاردة الفرسان، عندما عثر على الجاني هناك. ولا تدري لم اختفى الجاني ولجأ إلى تلك القبيلة ولم يصدر أمر بالقبض عليه ولم يجر أي إجراء لمحاكمته، ولكن الرغبة في عرض المنظر نفسه جعلت الأعراب مكان الشرطة، وجعلت الموسيقار الفنان يجيد الرماية ويطلق الرصاص على منافسه في الحب ويرديه قتيلاً!
وأما المضحكات فقد أخذ لها في الفلم بشارة واكيم ومنسي فهمي، ووضع الثاني في موضع رجل بخيل يقتر على زوجته، فيحتال لها جارها آدم (بشارة) ويمثل للرجل الأشباح والأرواح ليفزعه ويهدده إن لم يوسع على زوجته وإن لم يذهب إلى (آدم) ويعطيه مقداراً كبيراً من المال، وهذه الحادثة تمثل مما ربط إلى القصة من غير حاجتها إليه ليضحك، ولكنك ترى إنها أفسدت شخصية آدم إذ جعلته محتالاً على اخذ مال الغير وهو ليس شريراً في القصة. ولم يكن بشارة واكيم واضح الدعابة ولا خفيف الظل في هذا الفلم، ومن أسباب ذلك التواء لسانه وتكلفه تقليد اللهجة الشامية. أما منسي سلامة فكان متقناً لدوره ظريفاً إلى حد ما.