الإدغام يتطلب عمليات صوتية معقدة قبل أن يتحقق. . . أما النوع الثاني للإدغام عند القراء فهو الإدغام الصغير وفيه يتجاوز الصوتان الساكنان دون فاصل من أصوات اللين وهو الذي شاع في معظم اللغات لأن شرط تأثر صوت بآخر هو التقائهما التقاءً مباشراً) أما أن الإدغام الكبير يتطلب عمليات صوتية معقدة قبل أن يتحقق ففيه نظر لأنه لا فرق بين الصغير والكبير إلا أن الكبير يكون فيه المثلان أو المتجانسان أو المتقاربان متحركين مثل: لذهب بسمعهم ويشفع عنده. والصغير يكون أولهما ساكناً مثل: اضرب بعصاك واذهب بكتابي، أما شروط تأثر صوت بآخر هو التقاؤهما التقاءً مباشراً ففيه نظر أيضاً لأن كلمة سراط ومسيطر وباسط وغيرها تأثرت السين بالطاء فقلبت صاداً أو أشمت فقرئ صراط ومصيطر وباصط. الخ وقرئ بعضها بالإتمام وكلها قراءات صحيحة مسموعة وليس الالتقاء فيها مباشراً بل فصلت بينها أصوات ساكنة وأصوات لينة.
ص ٥٧ (على أنه قد روى أيضاً أن بعضاً من تميم يقلبون الهمزة الساكنة إلى صوت لين من جنس حركة ما قبلها فيقولون في رأس وبئر وشؤم على الترتيب راس وبير وشوم).
لقد نقل هذا الخطأ عن حفني ناصف بك فليس هناك كتاب ينسب إلى تميم أو بعضها تسهيل الهمزة، لأن التميميين أحرص العرب على النبر وذلك بإجماع كتب اللغة، فمن أين جاء به وكيف تجمع القبيلة بين متناقضين؟ وقد يجاب أن أبا عمرو التميمي كان يسهل كثيراً من الهمز في قراءته ولكن الجواب قد قدمته في مقالي المنشور بالرسالة في العدد ٨١٣ عنأبي عمرووهو أنه تأثر بشيوخه الحجازيين وهم أكثر من أخذ عنهم، وكانت نشأة أبي عمرو الأولى في مكة والحجاز.
ص٦٣ ذكر ما اختلفت عليه القبائل من جهة الإعراب وأورد. . ليس الطيب إلا المسك وما الحجازية وإن النافية وكم الخبرية - مع ملاحظة أنه وضع علامة استفهام بعد أمثلة كم الخبرية ولعله سهو - ولعل والجر بها ومتى. . الخ ثم قال في ص٦٥ (والحق أن هذا النوع من الاختلاف الإعرابي لا يمت للهجات العربية بصلة، وإنما هو من صنع النحاة حين أشتد الجدل بينهم فلم تكن لهجات الكلام عند القبائل تلتزم الإعراب على الصورة التي رويت لنا في كتب النحاة، وإنما ألتزم الإعراب على تلك الصورة في اللغة الأدبية التي نزل بها القرآن الكريم ونظم الشعر) ثم قال في ص٦٦ (وإلا فكيف يتصور من الناحية