٥ - أن ما خيل للقدماء أنه شين ليس شيناً خالصة - وأراد حرف (تش ثم يقول وهذا الصوت هو نفس ما سمعه القدماء في تلك الظاهرة، ثم نقل حفني ناصف أن لهجة بلدتي شرويدة وزنكلون وما حولهما من مديرية الشرقية يجعلون الكاف كالشين في مثل الكلمتين: كلب وكتاب. ثم يقول: (وعلى هذا فلا شك أن أهل شرويدة وزنكلون ينطقون بكلمة كلب على إنها مكسورة الكاف. . .)
إن أغلب الرواة والكتب القديمة والحديثة يقرنون الكشكشة بالكسكسة ولا يفردونهما. واختلافهم إنما هو في نسبة كل منهما إلى القبيلة - انظر الصاحبي والقاموس وشرحه ولسان العرب والصحاح وكافية ابن الحاجب والأشموني وخزانة الأدب - وليس كل منهما قد نسبه معظم الرواة إلى قبيلة واحدة فقد نسب إلى تميم وإلى أسد، وإلى هوازن من قيس، وإلى بكر من ربيعه وإلى مضر عموماً شاملة تميماً وقيساً وأسداً، وإلى ربيعه عموماً شاملة بكراً وتغلب. ومن مجموع هذه الروايات يتبين أن الكشكشة والكسكسة موجودتان. على أن الدكتور أنيس في قسم المترادفات ص١٤٥ ذكر أنه قام بجمع عشرات من الكلمات مع ذكر العلاقة الصوتية بينهما، ومما ذكره ص١٥٢ تحت اختلاف المخرج: الرعس والرعش. والغبس والغبش. الخ) كما أننا نجد كثيراً من الأطفال وبعض الكبار يجعلون يجعلون الشين سيناً. فإنكار الكسكسة ليس له ما يبرره بل يجب أن ندرسه. أما أن الكشكشة مقيدة بكاف مكسورة وإلزام أن يكون أهالي شرويدة وزنكلون وما حولهما من مديرية الشرقية ينطقون بكلمة كلب على إنها مكسورة الكاف فهو إلزام بغير ملزم إذ ليس من ذكرهم يكسرون الكاف في كلب ولا كمون، ولم يقل ذلك من نقل عنه مع أنه نقل كسر أول المضارع في موضوع آخر تحت ملاحظة أخرى. على أن اللهجات العامية فيما كان على وزن فعال و ' فعال بضم الأول أو كسره ككتاب وحصان وبساط وغراب وصداع يسكنون فاء الكلمة فيقولون كتاب وغراب وذلك البدء بالساكن موجود في اللغات كما أن حرف تش ينطق في كثير مفتوحاً والرواة لم يقيدوا الكشكشة بحالة الوقف، بل قالوا من الناس من يجري الوصل مجرى الوقف ورروا فعيناش عيناها ولبيش اللهم لبيش، وعلى فيها ابتقى