تماماً لاختلاطها بالتأثيرات الطبيعية الكثيرة المزدحمة. ولهذا، ففي هذه الناحية يستعمل الفرد كنشاط متطور مستقل نام، أو ينظر إليه كبيئة نفسية يقوم هو نفسه ببنائها.
تأثير البيئة على الكائن الحي:
يقوم المجتمع عن طريق إرشاد وتدريب الأطفال بتكييف البيئات التي ينمو بداخلها الطفل، فالعالم يهتم بتكيف البيئات تكييفاً تجريبياً مقصوداً لاستكشاف المبادئ الرئيسية والإجراءات العملية التي يمكن استعمالها في تعليم وتدريب الأطفال.
وهنا تجابهنا مواضع كثيرة تتعلق بالأسلوب المنتج الذي يمكن الاستفادة منه في التعليم والتدريب. . . كيف يحدد مستوى المناهج؟ ما هي المواد التي يجب أن تدرس في الجغرافية مثلا؟ وهل الصور المتحركة والصور الحركية تساعد في تحسين نوعية التعليم؟ إن الدراسات التي تتناول تكييف البيئة تشمل في بعض الأحيان على دراسة العوامل والبواعث الموجهة كل على انفراد، بينما تشتمل في ظروف أخرى على رأسه نماذج معقدة جداً من قوى النشاط، ومن الواضح بأن التصميم التجريبي يتألف من تصنيف جماعات من الأطفال كل جماعة تتميز بعامل من العوامل موضوعة البحث، ويؤخذ بهذه الطريقة، لأن دراسة عوامل وبواعث بسيطة أسهل من تناول بحث يتألف من عناصر متشابكة ومتداخلة. وعلى كل يجب أن لا نفترض بأن المشاكل في هذا المجال تتمركز فقط حول مثل هذه العوامل والبواعث، إذ الحقيقة أن العامل الفرد ذا التأثير الواحد يعتبر حالة محددة من طرف واحد، وان البيئة مع كل تأثيراتها تعتبر حالة محددة من طرف آخر. ولذلك فإن هدفنا النهائي يتناول جميع العلاقات البيئية في جميع درجات الاشتباك والتعقد، فإن كافة البحوث في هذه الدراسات تنتهي بتعميم يعبر عنه باصطلاحات عددية، وبفروض تنبؤية، وبتحديدات معينة تطبق على الجماعات والأفراد. إن مهمة علم النفس في الماضي كانت تنحصر في جمع إنجازات السلوك والرجوع إلى الوراء للبحث عن العوامل المسببة. وهكذا يقارن تحت ظل هذا النوع من الدراسة بين الأطفال الحاذقين وغير الحاذقين، وبين الحسودين وغير الحسودين، وفي هذه الدراسات كذلك يعتبر (النموذج) النتيجة النهائية. وعلى كل فإنه إذا حصل تقدم في معارفنا عن الطفل، فإن البيئة يجب أن تصبح ظاهرة مستقلة متطورة، ويصبح السلوك نشاطاً متحولاً غير مستقل، وذلك بشكل يمكننا أن نتعرف