للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيما هو أكثر في هذا الشيء الذي يسعد القلب! وقالت الأخرى وهي تبتسم: قليل من الحب؟ فأجابت: نعم!

وساد بينهن الصمت، ورحن يرسلن البصر مستقيماً إلى الأمام، وعندئذ هتفت إحداهن وتدعى مرجريت:

- الحياة. . . إنها لا تبدو لعيني محتملة بغير حب. لكم أشتهي أن أحب. . . ولو من كلب! هكذا نحن جميعاً مهما خطر لك من فنون القول يا سيمون!

وصاحت سيمون قائلة:

- كلا كلا يا عزيزتي، أنني لأوثر ألا أحب على الإطلاق على أن أحب من شخص لا خطر له! هل تظنين مثلاً أنه قد يكون من الملائم لي أن أحب من. . . من. . .

وتطلعت سيمون إلى من تستطيع أن تظفر بحبه، وألقت ببصرها إلى الفضاء المجاور، وبعد جولة طوت بها كل جنبات الأفق، هبطت عيناها على زرين من المعدن يتألقان على ظهر السائق، واستمرت في حديثها ضاحكة:

- من. . . من سائق عربتي؟!

وأجابت مرجريت وقد لاح على شفتيها ظل ابتسامة:

- أستطيع أن أؤكد لك أنه ما من شيء يبعث على التسلية مثل أن يقع خادم في حبك. . . لقد جربت ذلك مثنى وثلاث!

ودرن بعيونهن شاخصات، إلى تلك التي كادت تموت من الضحك. . . واسترسلت مرجريت قائلة:

- من الطبيعي أن تلك التي تلقى المزيد من الحب تصبح وهي أكثر النساء قسوة. وعلى النقيض تلك التي تزج بنفسها في طريق لا تجني منه غير السخرية، لسبب تافه يستطيع أي إنسان أن يلحظه!

- وأرهفت سيمون سمعها وألقت ببصرها إلى الأمام ثم قالت معقبة:

- كلا يا مرجريت، أن قلب خادمي ينقع لي غلة ما دام تحت قدمي. . . ولكن هل خبرتني كيف أدركت أنهم قد وقعوا في حبك؟

- لقد أدركت ذلك منهم كما أدركته من الآخرين. . . ولذا فهم يصبحون في نظري أغبياء!

<<  <  ج:
ص:  >  >>