- ولكن الآخرين لا يبدون لي أغبياء عندما يقعون في الحب!
- بلهاء يا عزيزتي، عاجزون عن الكلام، عاجزون عن الجواب، عاجزون عن فهم أي شيء! - وأنت؟ ما الذي أثر فيك حتى وقعت في حب خادم؟ أكنت مسيرة بدافع الملق؟
- مسيرة! كلا! ملق؟ نعم! قليل من الملق. . . أن كل فتاة ليسعدها الملق دائماً إذا ما أحبها رجل، مهما كان هذا الرجل!
- أوه. . . الآن جاء دورك يامرجو!
- نعم يا عزيزتي، انتظري. . . سأقص عليك نبأ مغامرة فريدة وقعت لي، وسترين كيف أن أشياء بالغة الغرابة تحتل مكانها من حياتها في أحوال مماثلة!. . . كان ذلك في الخريف منذ أعوام أربعة، عندما ألفيت نفسي وحيدة بلا خادمة. لقد جربت من الخادمات عدداً من الخادمات يربى على الخمس، جربتهن واحدة بعد أخرى ولكنهن كن جميعاً لا يصلحن لشيء. ولقد تملكني اليأس من أن أعثر على واحدة، حتى وقعت في إعلانات إحدى الصحف على خبر فتاة صغيرة تبحث عن عمل، فتاة تجيد الحياكة، وتجيد التطريز، وتجيد تصفيف الشعر، وتستطيع أن تقدم خبر الشهادات على تتمتع به من خبرة وكفاية، وهي في الوقت نفسه تحسن التحدث بالإنجليزية.
وكتبت إلى الصحيفة على العنوان الذي قرأت، وفي اليوم التالي حضرت الفتاة لتقدم نفسها إلي. كانت أقرب إلى الطول، رقيقة البدن، شاحبة اللون، ينم مظهرها عن خوف بالغ. لها عينان سوداوان جميلتان، عينان تنفثان السحر، حتى لقد راقت لي على الفور. وسألتها عما تحمل من شهادات فقدمت إلي واحدة مكتوبة بالإنجليزية، لأنها جاءت - كما قالت لي - من بيت السيدة (رزويل) حيث طوت من عمرها عشرة أعوام. . . كانت الشهادة تقرر أن الفتاة قد عادت إلى فرنسا بمحض رغبتها الشخصية، وإذا كان هناك شيء تستحق عليه اللوم في خلال خدمتها الطويلة للسيدة (رزويل)، فهو هذا الشيء اليسير من (الدلال) الفرنسي!
وابتسمت قليلاً وأنا ألمح ما وراء العبارة الإنجليزية من تورية مهذبة، ولكنني تعاقدت مع الفتاة على الفور وحضرت إلى بيتي في نفس اليوم، وكانت تسمي نفسها (روز).
وجاء علي يوم أحببتها فيه إلى الحد الذي ينقلب معه الحب إلى عبادة. . . لقد كانت كنزاً