النقيض كنا أمناء على الحق سواء أشدنا بالعدل أم أشرنا إلى الظلم والطغيان!.
من الحق ان ننعت الإنجليز بأنهم مثاليون في بلادهم، مثاليون في قيم النزاهة ومعايير الخلق وموازين الإنسانية والضمير! ومن الحق ان ننعتهم أيضا بأنهم مثاليون في غير بلادهم، مثاليون في الأنانية والجشع، وضيعة الضمير والخلق، وانتفاء العدل والإنصاف. وتلك هي العناوين الضخمة التي يسطر تحتها التاريخ كلماته الخالدة حين يعرض للحكم البريطاني في أرضه وكل أرض سكنها الأحرار في كل زمان ومكان!
يا أخي، يا أخي في الله والدين والوطن. . . ان الأنشودة الرائعة التي بدأناها في شمال الوادي، أنشودة الجهاد التي انطلقت من قيثارة الأحرار، قد أذن الله ان ترسل أنغامها في جنوبه. وكل نغم إلى فناء، وكل نار إلى رماد، وكل ذكرى إلى نسيان. . . ولكن أنغامنا ستضل إلى الأبد ترن في مسمع الزمن، ولكن نارنا ستضل إلى الأبد تضيء الطريق للسالكين، ولكن ذكرانا ستضل إلى الأبد قصة تروى وعطر يفوح!
ولا عليك يا اخي من تلك القيود. . . ان معدنها الرخيص سيذوب يوما تحت وهج النار المتأججة في حنايا الضلوع!
ولقد قال أبو العلاء ما قال لأنه إنسان، ولكن أين من يستمع لنداء الإنسانية وقانون السماء؟ ألا ليت الطغاة قد جعلوا شعار حكمهم هذه الكلمات التي انطلقت من أعماق بطل الحرية أبرا هام لنكولن:(ان ضوء الشمس لا يفرق في يد الله بين أحرار وعبيد، فلم يفرق ضوء الحرية في أيدينا بين انصار وخصوم)! ومع ذلك فنسير يوما جنبا إلى جنب، وقلبا إلى قلب، وعيوننا أبدا إلى الأفق البعيد!.
ضجة أدبية حول كتاب لأرتير رامبو:
ارترير رامبو شاعر من شعراء الرمزية في الأدبالفرنسي توفي في أواخر القرن التاسع عشر عام ١٨٩١. . . ولقد كان رامبو صديقا حميما لشاعر الرمزية الأول بول فرلين، حتى لقد تعرضت تلك الصداقة الوطيدة لتجريح بعض النقاد من ناحية السلوك الأخلاقي! ونترك هذه الناحية الشائكة لنقول ان إحدى دور النشر الكبرى في باريس قد اعلنت في الأيام الأخيرة عن حصولها على مجموعة شعرية لرامبو، وانها على أهبة طبعها لتكون بين أيدي القراء. . . ولقد كان معروفا ان هناك أديبا فارسيا كبيرا يمتلك هذه المجموعة التي