كتبها رامبو بخط يده وتركها بعد موته دون ان تأخذ طريقها إلى المطبعة. ومن هنا احدث الخبر ضجة كبرى في الأوساط الأدبية الفرنسية، حتى لقد تهافت المعجبون بفن رامبو على ألوف النسخ المطبوعة فنفذت في مدى يومين! إماالنقاد الفرنسيون، فقد استقبلوا الكتاب بحفاوة بالغة دفعت أحدهم وهو (باسكال بيا) إلى ان يكتب عنه كلمة مستفيضة رفع فيها شعر رامبو إلى القمة من الأدبالفرنسي الحديث. . . وحين فرغ الكاتب الفرنسي الكبير (فرانسو مورياك) عضو الأكاديمية الفرنسية من مطالعة المجموعة تناول قلمه ليكتب مقالاً يصب فيه إعجابه البالغ بفن رامبو، ذلك الإعجاب الذي فجر الدموع في عينيه وهي ينصت لهمسات الشاعر في كل قصيدة من قصائده! وفي الوقت الذي هم فيه مورياك بان يبعث بمقالة إلى جريدة (الفيجارو) أذاع أحد الكتاب الفرنسيين وهو (بيير بريسون) خبرا فحواه ان هناك خدعة كبرى وقعت فيها (المار كيردي فرانس) حين أقدمت على نشر كتاب لا يمت إلى الشاعر الفرنسي بصلة من الصلات، مؤكدا ان النسخة الخطية التي طبعت لم يكتبها رامبو وإنما كتبها شابان عابثان يسعيان إلى جمع المال عن طريق غير شريف! واهتزت الأوساط الأدبية الفرنسية تحت وقع الخبر، وبخاصة حين أعلن الكاتب السريالي الكبير (اندريه بريتون) ان النسخة الخطية التي كتبها رامبو بين يديه وان تلك التي نشرت ما هي إلا تقليد بارع! وانقلبت الضجة إلى خصومة عنيفة انقسم بسببها الأدباء الفرنسيون إلى فريقين: فريق ينتصر لباسكال بيا وفرانسو مورياك حين يزعمان ان التقليد لايمكن ان يسمو إلى مثل هذا الأداء الفني الرفيع، وفريق آخر ينتصر لندريه بريتون وبيير بريسون حين يؤكدان ان الأمر لم يكن الا خدعة نسجت خيوطها بمهارة! واخيرا انتهت الخصومة العنيفة إلى مهزلة ليس لها نظير. . . لقد اعترف الأديبان الناشئان بفعلتهما الجريئة، ذاهبين إلى انهما لم يهدفا إلى الحصول إلى المال عن طريق غير شريف، ولكن هدفهما ان يحصلا على شهرة أدبية لا يستطيعان ان يصلا إليها عن طريق اسمين غير معروفين، وقد دانت لهما تلك الشهرة عن جدارة أيدهما بقلبه وقلمه عضو من أعضاء الأكاديمية الفرنسية. . . هو فرانسو مورياك!.
قصة فريدة نهديها إلى أدبائنا الناشئين ممن تعرض على إنتاجهم دور النشر وتوصد المجلات الأدب يه أبوابها في وجوههم. . . نهديها إليهم لندلهم على اقصر طريق يصلون