ورسالة القاص يجب ان تلم إلماماشاملا بمعنى (التجربة) حتى يجئ عمله الفني صورة حية مشخصة إما م باشرته، على ان لا يوغل في الخيال الجزاف أو الاسترسال المسرف، استدناء لميول (شعبية)، أو استثارة لغرائز بدائية.
نقول هذا بعد قراءتنا قصة للرجل المهم الأستاذ (توفيق الحكيم). . . اسماها (ليلة الزفاف). وحسبك ان ترى في العنوان سمة استمالة الغريزة، لكنك سترى تصويرا لرجل (مثالي) أضفى عليه الخيال الحكيم ما باعد بينه وبين البشرية، حتى كاد ان يلحقه بالتجريد، ويدينه في خلائق النبوة! وان تلك الصورة - الوهمية - على ما فيها من تجاف عمن الواقع (في الحياة)، تدلنا على مدى رغبة القاص في السمو بالمعاني الروحية، ومجانية الماديات، لكنها في الوقت نفسه تثير الغريزة الفوارة بالجسدية عن طريق أسلوب العرض القصصي استجابة للميول (الشعبية) التي أشرنا إليها.
ولقد صورت لنا صورة (البطلة) انها تنام على وجهها (كذا!) ثم تحتضن الوسادة. فهل يرضى الفن الرفيع ان يعبر رجل أصيل في التعبير الأدب ي السامي:(وطوقته وضمته. . . وإذا هو يجد نفسه مكان الوسادة التي اعتادت ان تحتضنها ليلا!).
كان يمكن للحكيم ان يقول:(ودنت منه. . . ثم سبحت روحاهما في سماء الحب القدسي). . . لكنه تعبير شعبي أثره، وليس هذا فيما نعتقد الرمز الصادق لما يسمونه (الأدبالواقعي).
(بور سعيد)
أحمد عبد اللطيف بدر
تعلم اللغة بدراسة الأساليب:
حضرة المحترم الكاتب النابه الأستاذ عباس خضر
قرأت كلمتكم السامية بالرسالة الغراء عن تعليم اللغة بدراسة الأساليب. وقد كنت ارقب من حين إلى حين الكتابة عن هذا الموضوع الحيوي الذي يتصل بقوميتنا وحياتنا اتصالا قويا.
ولقد راقني جدا الإحاطة بالموضوع من جميع أطرافه، فشفيت نفسي، وأثلجت صدري، غير أني احب ان ازداد فهما لمعرفة استخلاص قواعد اللغة من الأساليب، فانك مع تعليقك عليها لم تشفي غليلي، وتنقع غلتي، لانك أتيت بتفسير من عندك وكان ينبغي ان تأتي