الروح: إماصديقي الزائر الأول، أفلم يفقد إحساسه بالزمن! ألا بربك خبريني: أيهما وجدت أكثر أهمية إدراك الزمن، أم إدراك حقائق الأشياء؟
إيف: انك تسأل أسئلة محيرة أيها الروح!
الروح: ان الأسئلة المحيرة تغلب على أجوبتها الطرافة.
إيف: اسمح لي ان أقول لك أنني تعلمت كثيرا من صديقك وكثيرا جدا.
الروح: وماذا تعلمت أيتها الآنسة؟
إيف: تعلمت ان الصحة لا تقيم وزنا للثروة، وان الثروة كثيرا ما تطلب الصحة.
الروح: يا للأسف! هل اكتشفت ذلك؟
إيف: ذلك ما تأثرت به على الأقل. وخيل ألي انهما يفتشان عن السعادة. وقد يكون مبهجا - إن لم يكن مغريا - أن يعرف المرء ما هي السعادة. (تضم بيديها) السعادة! ترى أتكون السعادة أثمن ما في الدنيا؟ لست أدري
الروح: أراك تتعجبين؟ ان كثيرا من الناس على شاكلتك
إيف: أتستطيع ان تريني السعادة يا صديقي؟
(يختفي الروح، تتلفت إيف حولهاتسير إلى الموقد وهي تفكر تفكيرا عميقا، يفتح الباب، تدخل امرأة قصيرة الجسم يبدو على محيآها الشحوب والإعياء)
إيف: (مذعورة) آه. لا شك ان هنالك خطأ. .! ماذا تريدين أيتها السيدة؟
المرأة: (في لهجة حزينة) أسفا يا بنيتي! ألا تعرفينني؟
إيف: (تهز رأسها) لا
المرأة: (في حنان) أنني أمك
إيف: أمي؟ أمي! لقد ماتت أمي!
المرأة: ألا تتذكرين تلك الأم؟
إيف: لقد ماتت منذ زمن بعيد، ومحا الزمن صورتها من خيالي.
المرأة: لقد مات جسدها، إماروحها فلم تمت. إنها الشيء الذي لا يموت.
إيف: ولماذا رجعت من العالم الآخر؟
المرأة: لا تقولي هذه الكلمة فما بارحتك أبدا